مايو 22، 2011

مصر في مواجهة الاخوان


اعتاد الاخوان المسلمون، وغيرهم من الجماعات ذات الرطانة الدينية، أن يسلكوا سلوكا غير مستقيم، ولا يتسم بالنزاهة،  بمخاطبة العواطف الدينية للناس، لتحقيق أهداف خاصة بهم، تتعارض مع مصالح الشعب، ومع الحقيقة.
هذه الصورة من صور الخداع السياسي، كانت أوضح ماتكون في مسألة الاستفتاء الذي فرضه المجلس العسكري على مجرى التطور السياسي في مصر بعد الثورة، مكملا سلسلة من الارتباكات التي وقع فيها المجلس العسكري، والتي خلقت مأزقا جديدا أمام التطور الديمقراطي في مصر.
وكانت الحسابات السياسية للاخوان تتصورأن التصويت الايجابي بنعم في ذلك الاستفتاء، سوف يسمح لها بوضع متميز على كافة القوى السياسية الوطنية، في حالة اجراء انتخابات مبكرة، وربما يتيح لها وضع سيطرة على مجريات الأمور بعد الانتخابات.
ولجأ الاخوان، دون تردد، الى الخداع، بأن روجوا أن التصويت بالرفض سوف يلغي المادة الثانية من الدستور، وباختصار سيكون ضد الاسلام. وكانت تلك الدعاية تزييفا كاملا للحقيقة، فلم يكن الاسلام، ولا المادة الثانية ضمن مايجري الاستفتاء عليه من مواد. وأخذوا يروجون أن التصويت بنعم هو واجب شرعي، وأن الاسلام أن تقول نعم في الاستفتاء. ودخلت المساجد في حُمَّى تخويف الناس من الاساءة الى دينهم لو كانت نتيجة الاستفتاء هي الرفض.
وبعد أن ظهرت نتيجة الاستفتاء بأغلبية لصالح نعم، دقت طبول النشوة لجماعات الضجيج الديني معلنة انتصار الاسلام، في غزوة الصناديق، وأن على من لايرضيه هذا الانتصار أن يهاجر خارج البلاد.
فالاخوان وحلفاؤهم خدعوا الشعب مرتين: حين صوروا له أن هناك تهديدا للاسلام، وأن الشريعة الاسلامية تأمر بالتصويت بنعم للدفاع عن الاسلام، والثانية حين أعلنوا أن نتيجة الاستفتاء هي انتصار للاسلام. وهم كاذبون في الحالتين.
وبما هم كاذبون ومخادعون، فلا يمكن تصور أن تزدهر كنوز الشريعة الاسلامية على أيديهم. فهم لايرون الا مايتناسب مع ضمائرهم المظلمة، ولا يدور بخيالهم من الشريعة سوى العقاب والحدود، فيتوقون الى مشاهد الدم وتقطيع الأيدي، وتقطيع الأرجل، والقتل، والجلد، والرجم بالحجارة، والصلب. 
هذه المشاهد، تعرفها جيدا واحدة من أكثر البلاد فسادا على سطح كوكبنا. فمملكة آل سعود أبعد ماتكون من المدينة الفاضلة، وهي تطبق الحدود التي يحلم بها الاخوان في بلدنا الطيب. والشعب في الحجاز ونجد وعسير، تائه ومسحوق تحت وطأة استبداد ملوكه وفسادهم، بل وفجورهم الاسطوري، واستبداد ودموية رجال الدين الوهابي. وحين يتاح لهذا الشعب أن يسافر ويرحل خارج القفص السعودي الوهابي، فانه يكشف عن قدر التشوه الذي لحق بروحه وضميره. هل يعرف الاخوان وحلفاؤهم ذلك، كما يعرفه كل المصريين؟
وحين سيطرت على الاخوان نشوة الدراويش بعد الاستفتاء، فقد اندفعوا دون كابح في اعلانات هزلية. فأعلنوا أن هدفهم هو الدولة الاسلامية، واقامة الحدود. وماذا عن تصفية الفساد والاستبداد في مصر الذي ثار الشعب ضده؟ وماذا عن بناء جمهورية ديمقراطية برلمانية في مصر؟ وماذا عن بناء صناعة حديثة متطورة، ودولة حديثة محترمة، تقوم على العقل  والعدل والقانون والعدالة الاجتماعية وصيانة حرية الانسان وكرامته؟ وماذا عن دورنا واسهامنا وقيمتنا، نحن المصريون، في الحضارة الانسانية؟ لاشيء في ضمير الاخوان من ذلك كله.
فالاسلام اطلق حضارة عظمى في التاريخ الانساني، حين كان ينتصر للعقل والعدل والحرية. فحرية التفكير وحرية التعبير وحرية الابداع كانت طبيعة للمجتمع وللدولة في زمن الازدهار. وحين ظهر أمثال الاخوان والوهابيين والسلفيين، فقد كان ذلك دائما ايذانا بانطفاء مشعل العقل والعدل والحرية، وانهيار الحضارة. 
ليس أمثالكم أبدا من كانوا بناة للحضارة في العصور الزاهرة التي مضت. أناس مختلفون تماما، يشبهون تمام الشبه أولئك الشباب المصريين الرائعين، الذين هبطوا من الفيسبوك الى مصر فأضاؤها بالأمل. اولئك الشباب الذين نادوا شعبهم، في يومهم الأول لحملتهم الأسطورية لتخليص أمهم مصر من العبودية: يا أهالينا، ضموا علينا. عيش حرية كرامة انسانية. هؤلاء هم الذين يحملون مشعل العقل والعدل والحرية. هؤلاء وأمثالهم هم أبطال الزمن، الذين سيجعلون من مصر مرة أخرى، مركزا للحضارة الانسانية، وملهما للدنيا بأسرها.
أما انتم، بحالتكم الزرية هذه، فأنتم عبء على مصر، عبء على حاضرها، وعلى مستقبلها. أنتم رجال كهوف، لابناة أوطان وحضارة.    
لسان حال بناة الحضارة الذين يكتبون تاريخ مصر الآن يقول لكم: اسلامنا اسلام حضارة وحياة، أما أنتم فاِسلامكم ذريعة وأداة
تتحدثون باسم الشريعة، فنقول لكم: لاتتحدثوا باسم الشريعة، فقد شوهتم وجهها، وأنطقتموها بالشيء ونقيضه، وأخرستموها حين تشاء أهواؤكم.
وآخر تشدقاتكم بالشريعة، وادعاءاتكم باسمها، نراه في بيانكم الأخير الذي أصدرتموه تعارضون العفو عن الطاغية، وحسنا فعلتم، لكنكم ذيلتم بيانكم بذلك الثقب الذي ينفذ منه الشيطان، كعادتكم، ودائما باسم الشريعة. تأملوا عبارتكم: "إن أحدًا أيًّا كان لا يملك العفو إلا أولياء الدم في حالة القتل، وهذا ما تقضى به الشريعة الإسلامية"
من مثل هذا الثقب، ينفذ أصحابكم، أمثال المجرم هشام طلعت مصطفى. لاتملك الأسرة أن تعفو عن قاتل ابنها. اذا قرأتم: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا"، فربما تدركوا أن العقاب الذي يوقعه المجتمع على القاتل، حين يمثل المجتمع في القانون، لايمكن أن يعفي القاتل منه أحد.
وأتصور، أنه اذا كان أمثالكم هم الذين سيترجمون "شريعتكم" الى قوانين، طبقا للعبث الذي ناديتم به مع أنور السادات، باقحام نصوص عن الشريعة الاسلامية في الدستور، فلتبشر مصر، بأنها على أيديكم، ستتحول الى مايشبه مملكة آل سعود في أسرهم هم ودمويي الوهابية، أو الى دولة طالبان، حيث مزجوا بين زراعة وتجارة الأفيون والشريعة وتحطيم تماثيل بوذا وتحطيم أجهزة التليفزيون. ولن يكون هذا أبدا مصير مصر.
لم تكونوا أبدا، صديقا مخلصا، ولا حليفا موثوقا. فكنتم شوكة في خاصرة الحركة الوطنية المصرية ضد الاحتلال الانجليزي، منذ ظهرتم على وجه حياتنا، وكنتم عوْنا للاحتلال والملك، فبينما تقاتل مصر الامبراطورية البريطانية، واستبداد القصر وحكوماته، كنتم أنتم ترفعون شعاركم الشهير بحملة "تحطيم الخمارات"، وتحاولون أن تجذبوا الشعب بعيدا عن الاهداف الكبرى، الى صغائر الأمور، فتدعون الشعب الى قتال حفنة من السكيرين، بديلا عن قتال امبراطورية الشر التي تقهر وطنكم وتستعبد العالم، وبديلا عن مواجهة الملك الديكتاتور الفاسد وحكوماته.  
وأنتم أدمنتم المناورة، والخداع، والانقلاب، فهي شريعتكم الحقيقية، ومنهجكم للاستيلاء على السلطة. وحاولتم السيطرة على عبد الناصر وحركته، حتى دبرتم قتله في المنشية في 1954، فأسهمتم أكبر اسهام في تحويل هذا السياسي الوطني الفذ الى وحش ضار، فتك بكم، وبالديمقراطية كلها، ودشن استبدادا أسود، عاشته مصر حتى 25 يناير 2011.
كنتم دائما كارثة وعارا على وطنكم، وعلى أنفسكم، وعلى دينكم الذي تدَّعون.
فمفهومكم واحساسكم بالوطن والوطنية المصرية، هي موضع اضطراب وخلل شديدين. أذهانكم غريبة، هذا الجهاز البشري، العقل الاخواني والسلفي والجهادي المحير، تقاوم الفكرة والشعور الفطري بالوطن والوطنية، لصالح أفكار خرافية وهلامية، مشينة لا تشرف مصريا، وفي هذا تخالفون وحدكم الحس الوطني الفطري العميق للمصري، أيّا كان ربه.
يوم غزا الصهاينة أرض بلادنا، واحتلوا سيناء، ودمروا جيش مصر وأذلّوها، سجد محمد متولي الشعراوي، أحد كبرائكم، "شكرا لله"، فقد تخلص الشعراوي هكذا من عبد الناصر، وأدرك ثأره معه، بيد الصهاينة، ضد مصر كلها، أرضا وتاريخا وشعبا ووطنا وكرامة ووطنية. في نفس السياق يأتي تصريح مرشدكم، المرشد الفكاهي، محمد مهدي عاكف: "طظ في مصر". كيف يمكننا أن نفهم هذه الظاهرة العقلية والنفسية التي تمثلونها في عصرنا؟ واحد من شبابكم الذين دخلوا الفرن الوطني المصري العظيم لثورة 25 يناير، عكس بشكل رائع مانريد أن نقول عن هذا الفصام المريع ، فقد كتب هذا الشاب على قميصه في التحرير، أيام الكرب العظيم، موجها كلامه لمبارك "منّك لله. خلّيتني أحب مصر". نحن لانفضحكم، نحن نلفت نظركم الى أمراضكم، ونرجو لكم الشفاء منها.
بعد كارثة 1967، هبت الحركة الوطنية والديمقراطية المصرية، تقول لعبد الناصر: كفى، أيها الرئيس. الشعب يريد حريته، وحقه في مقاومة العدو، وطرد الاحتلال. ومات الرجل، بعد أن قدم كل ماكان في طاقته لمهمة بناء الجيش وتحرير الأرض،  بينما أصرّ على قبضة الديكتاتور، التي تجاوزها الزمن. هي غريزة العسكر، وعادة الاستبداد.
وجاءنا النظام الديكتاتوري في 1970 بالسادات، الذي تلقاه المصريون بالدهشة والسخرية. كانت هناك شكوك شعبية قوية مبكرة في هذا الرجل، فيما يتعلق بكفاءته، وسلامة ارادته الوطنية، ولم يصدقه أحد حين رفع شعارات سيادة القانون، ودولة المؤسسات، وحرق شرائط التجسس، خلال صراعه على السلطة مع من وصفهم له هيكل "بمراكز القوى".
كان طعم الهزيمة والعار والانكسار المصري أمام جيش الصهاينة مرّا، مرارة لايعرفها الا من كابدها. حزن رهيب، عصر قلب المصريين، وأشعل في مصر ارادة مقاومة وطنية اسطورية.
هبت الحركة الوطنية الطلابية من جديد في يناير 1972، قوية فتية ورائعة، تفضح وتقاوم تخاذل السادات في مهمة تحرير الأرض، واستمرار دولة الاستبداد البوليسية.
دعا السادات الاخوان للعمل على تحطيم هذه الحركة الوطنية فوضعوا أنفسهم في خدمته على الفور. استخدم شباب الاسلام بالتنسيق مع عملاء أمن الدولة، كل الأساليب القذرة لشق الحركة الطلابية الوطنية وتمزيقها. لم يكونوا أبدا جزءا من التيار الوطني للحركة، وانما لعبوا دورا مماثلا لدور البلطجية والمحرضين البوليسيين الذين عرفتهم ثورة 25 يناير.
فتحت دولة السادات البوليسية الباب على مصراعية أمام ظواهر جديدة مدمرة لحاضر ومستقبل مصر، لم تكن موجودة في العهد الناصري: استخدام الاخوان وباقي حلفائهم ومختلف الجماعات الاسلامية في كهوف الاسلام السياسي، بعد اطلاق يدهم في الحركة، لدعم دولة "العلم والايمان" و "أخلاق القرية" و "كبير العائلة"، وتحطيم الحركة الوطنية الديمقراطية. في نفس الوقت بدأ استخدام أساليب التحريض على الكراهية والتعصب الديني، لجذب الجماهير بعيدا عن قضايا الكفاح الشعبي الحقيقية. وبدأت عملية زرع بذور جماعات البلطجة المكونة من المهمشين وحثالة المدن، والتي تعمل تحت امرة أمن الدولة.
ثم عمد السادات بعد ذلك الى توريد آلاف من الشباب المصري المسلم، للجهاد في أفغانستان، بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية، والمخابرات السعودية، والمال السعودي.
وشهدت تلك الفترة بدايات انتشار وبائي لدعاية دينية فجة عن النجاسة والطهارة والجن والملائكة، وصلت في القرن الحادي والعشرين في عهد مبارك الى فتاوى شرب بول النبي الكريم، والتبرك بعرقه، ولم تعدم ابداعات خادشة للحياء، كفتوى ارضاع الكبير.
وأفردت وسائل اعلام بلا حدود، لما عرف بالدعاة، وبدأت الظاهرة في عهد السادات بمن منحوه لقبا غير مسبوق في التاريخ الاسلامي "امام الدعاة" لمحمد متولي الشعراوي، الذي احتكر التليفزيون والصحافة والاذاعة وتأليف كتب لاحصر لها، واتيح له الالحاح صورة وصوتا ومطبوعة وايحاء على ملايين المصريين. وبالاضافة الى ماسبق وذكرناه عن أفكار الشعراوي وأحاسيسه أمام احتلال أرضنا وهزيمتنا في 1967، فالرجل نفسه قد افتى بحرمانية زراعة الأعضاء البشرية، سواء كانت كلية أو قلبا أو كبدا أو قرنية عين .. الخ وله في ذلك تخريجات عجيبة، وهو كذلك من أفتى وحض على وجوب ختان البنات، وقدم أسبابا عبثية مخجلة لتدعيم رأيه، وهو من رأى في ارتداء لاعبي الكرة للشورت فتنة. وهو نفسه الذي خرج على مصر ذات صباح أسود بفتواه بتكفير ثلاثة من درر تاج مصر: الأستاذ توفيق الحكيم، والدكتور يوسف ادريس، والدكتور زكي نجيب محمود. وغير ذلك كثير من ابداعات امام الدعاة.
وبمرور الزمن، وبالوصول الى عهد مبارك الذي طال حتى خنقنا، تكاثرت أعداد من امتهنوا مهنة من لامهنة له، وأصبحوا دعاة. تكاثروا كالطحالب، والبكتيريا الضارة.
لاأحد منهم تبنى يوما قضايا الشعب الكبرى، وقضايا الوطن الكبرى. لاأحد منهم يوما قاوم الفساد والاستبداد والتفريط في مصالح الوطن على أيدي حكامه وعصاباتهم. لاأحد منهم أبدى أى فهم واع لأزمات مصر الحقيقية، وطرق تجاوز الأزمات، والتغيير، وبناء المستقبل.
وكم هم مضحكون كالقرود اليوم وهم يتقافزون جميعا الى عالم الثورة. أدواتهم الفكرية بليدة وصدئة، ولا تفهم مشكلات الوطن، ولا سبل الحل.
في فجر يوم النكبة، 15 مايو، اطلعنا على وعي الداعية الشهير الذى صلى بالناس اماما وخطيبا في التحرير. الرجل كان يصرخ، وانحصر نضاله ووعيه بالصراع مع الصهاينة الآعداء، في الصراخ، و الدعاء عليهم، والتعامل معهم في اطار أنهم يهود، وأن جيش محمد سوف يعود، وأننا سنموت من أجل المسجد الأقصى.
الصهاينة هم عصابات مجرمين مستوطنين غربيين، احتلو أرض فلسطين، وطردوا شعبها، وخلقوا أبشع استعمار استيطاني في التاريخ، وبنوا آلة حرب ودمار حديثة ضخمة، شكلت و تشكل تهديدا استراتيجيا تاريخيا لمصر، ولكل شعوب المنطقة، وللسلم العالمي، وللحضارة الانسانية، وكل ذلك تم في اطار مشروع استعماري غربي للسيطرة على المنطقة ومواردها، وعلى العالم. المشروع الاستعماري الغربي  الذي يدعم الصهاينة واستيطانهم وآلتهم العسكرية، يدين معظم صانعيه نظريا بالمسيحية، بينما المستوطنون في فلسطين، يدينون باليهودية، وهم طردوا شعب فلسطين وشردوه، مسلمين ومسيحيين، وفي نوبات عدوانهم الجنوني علي الشعوب العربية، قتلت قنابلهم كل الناس، مسلمين ومسيحيين.
ومن الخطأ، أو المغالطة، أن نعتبر هذا الصراع الكبير صراعا دينيا بين الاسلام واليهودية. انه حركة مقاومة وطنية شاملة ضد الاستعمار الغربي، بزعامة الولايات المتحدة، وضد البؤرة الاستيطانية العدوانية التي خلقها الاستعمار الغربي، بالتحالف مع الجزء الصهيوني في هذا الاستعمار الغربي. فالصهيونية الاستيطانية العدوانية هي جزء من الاستعمار الغربي ومصالحه. ومن هنا فان القوى المستنيرة، المعادية للاستعمار، في الغرب نفسه، وفي العالم كله، هي نصير حازم للنضال الوطني للشعب الفلسطيني، والشعوب العربية. وكم تظاهر مئات الالوف من الشعوب الاوروبية، وشعوب العالم في عواصمهم ومدنهم تأييدا لشعب فلسطين، واحتجاجا على حكوماتهم. والقوافل التي تذهب ببسالة لكسر الحصار على شعب غزة، وامداده بالمعونات، تأتي من اولئك الناس الغربيين الأحرار، المناصرين للكفاح ضد الصهيونية والاستعمار.
أما القدس، فهي جزء من هذا الصراع، ولا يجب أن يختزل الصراع الى أن يكون القدس أو المسجد الأقصى. وكما قال مرة مفكر فلسطيني "القدس كلها أقصى، وفلسطين كلها قدس". الحاق الهزيمة بالصهيونية الاستيطانية، وآلتها العسكرية، هو الذي سيعيد القدس، ويعيد المسجد والكنيسة الى أهلها. هذا يتطلب أن تصبح مصر مجتمعا ديمقراطيا، صناعيا، حديثا، متقدما. ولن يكون مثل هذا المجتمع بحاجة الى خداع النفس، والاكتفاء بالدعاء على اليهود من ميدان التحرير.  
الاخوان وحلفاؤهم الآخرين من رجال الكهوف، يمثلون عبئا ومشكلة أمام التغيير في مصر.

هناك 3 تعليقات:

  1. بصراحة مقال فاشل للغاية وبيفكرنى بمقالات الصحف القومية فى عهد مبارك عن الاخوان والاسلاميين، وياريت الكاتب ياخد باله ان الدولة الاسلامية فى عهد الامويين والعباسيين هى مصدر العلوم الحديثة والتقدم اللى فى العالم دلوقتى مع التزامهم بالشريعة الاسلامية وتطبيق الحدود. وتصوير دولة الاسلام على انها دولة التخلف والدموية هو الافلاس السياسى للعلمانيين والليبراليين فى اعتى اشكاله

    ردحذف
  2. كلام ممتاز و مضبوط و كاشف فاضح لمستغلى اسلامنا لمنافعهم السياسية

    Tears

    http://tears-demo3.blogspot.com/2011/05/blog-post_27.html

    ردحذف
  3. أتمنى ان يحكم الأخوان لنعلم هل ماتقوله حقيقه ..ام ان الحقد اعمى عينيك .. فأصبحت لاترى ابعد من انفك ..
    ولتعلم ان الحضارة الاسلامية في العصور الماضية التي تغنى بها أعدائها قبل محبيها ما أتت الا بتطبيق الاسلام
    .. ولذلك أخذت مسماها الحضارة الإسلامية اللتي ادهشت العقول قبل القلوب ولم تسمى الحضارة العلمانيه لأنه لم يكن لهم دور يلعبوه ولم يكن لهم مجتمع يحتضنهم .. ثم بعدالعصر الاسلامي العلمانيين هم من حكم من مائة عام من زمان ..ومانرى الا الفساد والافساد والافكار اللي ودة الامة في ستين داهيه وما مقالك الا واحد من هذا التدهور الفكري الواضح ومانظام مبارك الرأسمالي العلماني الا دليل على ذلك

    ردحذف