يونيو 23، 2011

حيرة الثورة المصرية



على هامش ١٢ مقطعا للفيديو ليوم ٢٥ يناير في مصر، من مجموعة الصحفية نوارة نجم
http://bit.ly/iT2fRl






رهيب هذا العرض لمقاطع الفيديو. انها ثورة حقيقية، فريدة من نوعها

وهي ثورة تثير الرعب والقشعريرة في أوصالهم، من البيت الابيض وحتى جنرالات مدينة نصر، وحكام الرياض، وحكام تل ابيب

جميع الشياطين فقدت قدرتها على النوم منذ ٢٥ يناير الرهيب. وهم يحاولون باستماتة اخماد هذه الثورة المصرية بالذات، لكنهم غير واثقين من بلوغ هدفهم على الاطلاق، فالشعب المصري قد علَم على مؤخراتهم علامة تبدو أبدية، مؤلمة جدا. أحدث فيهم الشعب المصري عاهة دائمة، ربما يذكرهم، بطريقة أخرى، بالعاهة التي أحدثها في طغاة العالم جميعا شعب فييتنام، في سياق آخر

الامريكيون وحلفاؤهم الكبار والصغار وباقي العالم والصهاينة، جميعهم، ينحشرون منذ سنوات في نفق مظلم لأزمة طاحنة تمسك برقبة نظامهم الاقتصادي الاجتماعي والسياسي والثقافي بكامله

كل ثوابتهم وجبروتهم وغرورهم وعجرفتهم وادعاءاتهم الزائفة، تتمرغ في الوحل منذ السقوط المدوي لحرب بوش على الارهاب، واتجاه النظام المالي للصوص الدوليين الى السقوط

والآن، يطرح كل النظام الغربي وفلسفته وافكاره وواقعه الاجتماعي والاقتصادي للنقاش من جديد، بعد أن روجوا لاطمئنانهم الهزلي بتنظيرات فوكوياما وغيره لنهاية التاريخ بعد سقوط سور برلين وانهيار المحاولة الاولى للبشرية لبناء نظام اجتماعي اكثر انسانية وعدلا


لقد انتهت مرحلة مابعد الحرب الباردة، وبروزالولايات المتحدة بوصفها شرير الشاشة العالمية بلا منازع، وانفتح الطريق أمام الأزمة والثورة على الصعيد العالمي، من جديد

نعم، العالم يدخل عصر الثورات الجماهيرية الكبرى مرة أخرى، كما كان الحال في القرن الثامن عشر والقرن العشرين. فالعالم قد دخل الى أزمة شاملة طاحنة، ولابد من تغيير العالم ليحقق أمنيات الانسانية، أمنيات البشر المحترمين، والكادحين المطحونين 
وهذه هي الثورة


أسمع زحف الملايين الثائرة الآتي في كل مكان، من طوكيو الى واشنطن، ومن بكين الى موسكو، ومن مدريد الى برلين، ومن الخرطوم الى بريتوريا، ومن مانيلا الى كاراكاس، ومن نيودلهي الى كانبيرا

هذا ليس ربيع العرب، لكنه ربيع العالم بأسره. فكل الشعوب حالا سوف تهتف حتى ترج المجرة: الشعب يريد اسقاط النظام! وكل الشعوب سوف ترفع شعار القاهرة الثائرة: عيش - حرية - عدالة اجتماعية

في العالم مايكفي من الخير، حتى لايكون هناك جائع، في أربعة أركان الأرض، والحرية والكرامة الانسانية ممكنة، بأفضل مما زيفها سادة العالم الفاسدون، وفي الكوكب عمل يكفي لكل البشر لقاء أجر كريم، وبيت ومستشفى ومدرسة وحديقة لكل البشر
حلم البشرية كلها واحد: تغيير العالم
وسوف يتغير العالم


تجىء الثورة المصرية ودلالاتها العابرة للحدود في وقت قاتل بالنسبة لهذا النظام العالمي الذي يتفكك وينهار ويدخل في الفوضى. الثورة المصرية مزعجة في موسكو، وحتى في بكين ونيودلهي، والاتحاد الاوروبي، ناهينا عن العاهات من الحكام السفلة في عواصم المنطقة العربية كلها. الاسبان واليونانيون والانجليز عبروا بوضوح عن الالهام الذي منحته اياهم ثورة المصريين


جزء من المشكلة التي تواجه الثورة المصرية هو حيرتها، وهي ترى أن المنجزات الكبيرة للبشرية تبدو عاجزة، وبعيدة عن أن تكون نموذجية وملهمة. فالديمقراطية والنظام الانتخابي، حسبما آل اليه الحال على يد العصابات المالية في الغرب،  يأتي بجورج بوش بدلا من المرة مرتين في البيت الأبيض، ويأتي ببرلسكوني عدة مرات، ويأتي بأمثال نيكولا ساركوزي في بلد كفرنسا


والنظام الاجتماعي يصبح أقل عدلا، وأكثر عداء لمصالح وحياة الغالبية الكبرى من سكان البلاد المتطورة والمتخلفة على حد سواء. يتدهور مستوى معيشة الملايين من الناس في العالم بسرعة، تحت وطأة النظام الذي يتحكم فيه اندماج عصابات المال والعسكر والاحتكارات الصناعية الكبرى، بما فيها احتكارات الطاقة والغذاء والميديا، علي قمة هذه المجتمعات، وقمة العالم


فالثورة المصرية ترى النموذج الديمقراطي الغربي الملهم، وقد أصابه العطب، وترى النظام الاجتماعي الغربي القائم على اقتصاد السوق والبورصة والمضاربة وشن الحروب الوحشية وقد أصبح أكثر عجزا وابتعادا عن أن يقدم للناس حياة كريمة انسانية


أي أن الثورة المصرية عليها أن تجتهد مع المجتهدين في العالم لتعالج فساد النظام الديمقراطي في السياسة، ولتنظم الامور بطريقة أخرى في الاقتصاد ليكون المجتمع أكثر عدالة وانسانية لكل الناس


هكذا يتحتم على المصريين أن يقوموا بالواجب الانساني النبيل بانجاز ثورة مركبة: في السياسة وفي الاقتصاد الاجتماعي وفي الافكار. وأظن أن مصر تعيش اختمارا تاريخيا لذلك كله


والجانب العسكري في الوظائف الاجتماعية سوف يناله تغيير شامل في هذا الاطار بدون ادنى شك، بطبيعة الحال


أتيح لي أن أشهد نقاشا أداره المبجل بلال فضل على قناة التحرير، مع مجموعة من الشباب، ولفت نظري أن أحدهم، واسمه على الأغلب وائل خليل، قد استخدم تعبيرا ملهما ينتمي الى موقف سيارات أحمد حلمي، فقد قال هذا الشاب، وهو يبتسم بهدوء ويقين: ان الشعب المصري قد ركب، وقضي الأمر، ولن تنزله أية قوة، مرة أخرى


وأشعر أن هذا الشاب قد أصاب كبد الحقيقة، وبما يفقع مرارة حكام مدينة نصر، الذين يلهون في الفاصل مابين شوطين. فنحن رأينا فحسب الفصل الأول من كتاب الثورة المصرية، ولن تستطيع قوة على الأرض أو السماء أن توقف هذه الملايين الباسلة عن كتابة باقي فصول الكتاب

وأن نشهد هذا في عمرنا، أو بعد أن نموت، شهداء أو موتة البعير، فذلك أمر أقل أهمية، أيتها المبجلة نوارة نجم

يونيو 19، 2011

في ذكرى محامي الشعب


تعليق على مقال الدكتور أحمد الخميسي في جريدة البديل
http://bit.ly/lMloxQ

لأسبوعين متتاليين يحدثنا الدكتور الخميسي بعذوبة عن قمر السبعينيات وعن سحابة العدل، فكأنما يدفعه الأديب فيه دفعا الى التحليق بنا نحو مدارج الأفلاك، ومنابع النور والبطولة في حياتنا المصرية

فحديثه الجميل الصافي عن الأحمدين، هو حديث عن نجمين مصريين
كان أحمد عبد الله، وأحمد نبيل الهلالي نجمين ولدا في هذه المجرة المصرية، وأشعا وومضا، ثم غربا في الأفق

الهلالي كان صعيديا صلبا كالجرانيت، رهيفا كصوفي، مهذبا كما لم يكن أحد، رقيقا وحميما وأستاذا ومناضلا وثائرا ومثقفا ومصريا تماما

في ٢٩ ديسمبر ١٩٧٢، أرسل أنور السادات مباحث أمن دولته لتقبض على الحركة الوطنية المصرية في مصر كلها، وحشروا كل المعتقلين في معتقل القلعة، وعند ضوء الفجر وجد طالب الطب حينذاك محمد الدردير أن من واجبه أن يكسر قيود الارهاب البوليسي، وأن يدشن حملة للتواصل مع المعتقلين الذين أودعوا في الزنازين الانفرادية الغليظة، فصاح من خلف قضبان الشباك الوحيد العالي في الزنزانة ، يعرف بنفسه، وبرقم زنزانته، ويناشد من يسمعونه أن يعرفوا بأنفسهم، وبرقم زنزانتهم، وأن يصروا أمام النيابة على تسجيل وقائع التعذيب، والاحتجاج على الاعتقال، ورفض التحقيق في غير وجود محام، ويبلغهم ببساطة أن يسجلوا جميعا في النيابة أن محاميهم هو الأستاذ أحمد نبيل الهلالي

وعبر هذا الاتصال الصوتي، حيث استعاد الصوت حريته، والانسان حبيس،  ورغم أنوف الحراس والجلادين، أخذ سكان الزنازين يعرفون أنفسهم، والدرديري يعيد مايصله من معلومات بصوته المبحوح القوي

كان معظم المعتقلين في هذه اللحظة من طلاب الجامعات، من الاسكندرية وحتى أسوان، كما كان هناك جمع هائل من الوطنيين، من المحامين والصحفيين والكتاب والشعراء والمعلمين وأساتذة الجامعات والمهنيين والعمال والفلاحين والعاطلين  
وكوكبة من نساء مصر وبناتها بل وأطفالها  

ووصل الدرديري الى الزنزانة رقم ٤٢، وجاءه، وجاءنا جميعا صوت مهذب رخيم يقول: أنا أحمد نبيل الهلالي المحامي

وكرر بعده الدرديري بشكل آلي: زنزانة ٤٢، الطالب أحمد نبيل الهلالي المحامي! وكانت عاصفة من الضحكات. الهلالي بيننا، وتدفقت على الفور أمواج المشاعر والأفكار والتحليلات

وفي ظلام زنزانة أخرى كان الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي أجاب على الفور، مندهشا ومنبئا: قوقة المجنون ابو برقوقة، راسه ناشفه، وفيها مناطق موبوءة. ياقوقة يامجنووووون

هكذا بدا السادات للشاعر وللجميع، في ذلك الصباح ،حاكما مجنونا مخرفا، عبثا يضع مصر كلها في المعتقل

كانت هجمة اعتقالات السادات في شتاء ١٩٧٢ - ١٩٧٣، فرصة للشباب حينذاك أن يلتقوا بالأسطورة الثورية، وبالنموذج الانساني الفذ  الذى كانه الأستاذ أحمد نبيل الهلالي

وحكى لنا الأستاذ حياته مع مصر ومع الثورة ومع الكادحين

الأستاذ يحكي بروعة، بهدوء، وبصدق

صدق الهلالي ونظافته تزرع المكان حدائق  اينما حل

حكى تفاصيل قضية الشيوعيين التي اتهم فيها في ١٩٥٩، والتي دفع بها عبد الناصر لمحكمة عسكرية فاسدة ظالمة، وماكان بعدها من هذا الفاصل الدامي المظلم في تاريخ مصر، حين تعرض المعتقلون والمحكومون الى تعذيب وحشي في سجون عبد الناصر، حيث صمد الهلالي ورفاقه صمودهم البطولي أمام جلاديهم الفجرة في سجن أوردي أبو زعبل، وغيره من السجون

التعذيب الذي أدخلته الدولة البوليسية الناصرية الى مصر لم يكن له شبيه في التاريخ المصري الحديث، منذ عرفنا وحشية جيش الحملة الفرنسية مع المصريين، وجريمتهم مع سليمان الحلبي الذي اغتال كليبر قائد جيوشهم في مصر بعد نابليون

كان التعذيب يستهدف تحطيم ارادة السجين وكرامته وشخصيته، تحطيمه تماما، ودفعه الى التخلي عن معتقداته، والتعاون الرخيص مع جهاز أمن الدولة، والتحول الى عميل من عملائهم ضد رفاقه وضد شعبه 

الهلالي يحكي هذه الكوابيس بهدوء، بابتسامة دائمة على وجهه، ويمر على ملامحه النبيلة الم سريع وهو يتذكر شهداءه، يتوقف لثوان، يغيب في احترامه لذكراهم، ويواصل، ليركز على الحلم الكبير بوطن حر عادل مزدهر، خيره لكل المصريين. وليركز على أن المناضلين من أجل الشعب ومن أجل الحرية قضيتهم عادلة ومنتصره، وأن جلاديهم أصحاب قضية خاسرة وظالمة

ويقدم الهلالي تلك الخبرات العظيمة لوسائل صمود المناضلين ضد التعذيب والقهر، حتى تنتصر ارادتهم على ارادة جلاديهم. الأستاذ مدرسة حية في خبرات النضال داخل السجون

كان الأستاذ كذلك مناضلا نقابيا بارزا، وعضوا منتخبا دائما في مجلس نقابة المحامين المصريين

وجمعته قصة حب أسطوري رائعة مع رفيقة كفاحه وعمره السيدة فاطمة زكي، فكان عاشقا رقيقا يعرف قدر المرأة في الحياة، وفي اتحادها الاختياري الحر المتحضر مع الرجل

الهلالي جمع في شخصه أسمى مافي روح جميع العقائد، فهو آمن بصدق وعمق طول حياته أن الشيوعية هي رسالة حضارة لانقاذ الانسانية، وكنت ترى فيه ملامح المهاتما غاندي وصفاته، وتحسه صوفيا مسلما بلغ اعلى مراتب العشق الالهي، ومسيحا متجسدا يفدي وينقذ ويبشر، وراهبا بوذيا ورعا حكيما يسعى في طرقات مصر ومحاكمها وسجونها.

وله تفاؤل أبدي ويقين لايهتز في مستقبل مضيء للانسانية ولبلاده

وقال كلمته الف مرة قبل أن يغادر دنيانا ضد مبارك وعصره وضد توريث الحكم، وطلب من حشد اجتمع لتكريمه مرة أن يكرموا أحمد عرابي بدلا منه، قائلا أن عرابي هو أول مصري في العصر الحديث يعلن أن المصريين لايورثون بعد اليوم.

حين قابلته أول مرة كان قد تجاوز الأربعين، وكنت في العشرين، وعلى الرغم من ذلك، شعرت أنه ولدي، وأدركت أن ذلك الشعور هو استجابتي لطوفان البراءة الذي امتلكه الهلالي طول حياته

كان قدرنا أن نعيش في بلادنا عصورا ملعونة مظلمة ظالمة، لكن وجود أحمد نبيل الهلالي يفسر سر جمال الحياة، رغم كل ذلك

شكرا أحمد الخميسي أن منحتنا سعادة ذكرى الهلالي 

يونيو 09، 2011

ألف من ورود يناير على قبر أحمد


تعليق على مقال احمد الخميسي في البديل في ذكرى الوطني المصري أحمد عبداللهhttp://bit.ly/lsNjkA

أحمد؟ قتله اليأس. بعد أن صلى أربعين سنة لثورة لاتأتي، بل توغل في الابتعاد، وشعب حطمته الطواحين المتوحشة، حتى بدا عاجزا عن الثورة

وحين أوى الى تراب بلاده ليستريح، فقد ماتت معه قطع من قلوبنا

لمحته لآخر مرة في مصر، كان يسير وحيدا حزينا منهدما، ومتأملا، قبل عشر سنوات من النهاية، التي بدت عليه واضحة من بعيد

وتحشرجت في صدري قصة جيلنا الذي توهج يوما، وامتلأ بالأمل في انقاذ مصر بعد نكبة ١٩٦٧، واندفع بلا حساب ليقاوم سلب مصر شرفها وعافيتها وأخلاقها ووطنيتها على أيدي نظام السادات الذي ركع تماما أمام قوى الشر في عالمنا

وانتصرت في الصراع منظومة الجبناء عديمي الشرف، ولوثوا الأرض والشعب والتاريخ، وجروها جميعا الى ظلام قذر فريد

ما جرى لمصر، أفظع من خيال الشيطان

وأحمد، كان زعيما موازيا لمغني الوطنية مصطفى كامل. أحدهما سطع في الظلام المصري لأول القرن، والثاني في الظلام الأشد لنهايات القرن المصري العشرين. وكلاهما صرعهما عصران من الظلام والانحطاط أمسكا برقبة مصر

وكتابة الخميسي وجليلة ومصطفى نور الدين عكست بصدق بالغ تجربة كل منهم مع هذا الجهاز الانساني العجيب الذي كانه أحمد عبدالله. كان مجنونا رائعا، تبرره ضرورات الجنون في هذا الوطن، وعاقلا مفكرا رائعا بنفس القدر، وشريفا يصارع الأنذال والتجار والبائعين لكل شيء، لكل شيء

ولم يعاقب أحد من جيل السبعينيات في مصر بقدر ماعوقب أحمد من عهدي السادات ومبارك

وحين غسل الصحون في انجلترا ليكتب أطروحة الدكتوراه البديعة عن الحركة الطلابية ، ويستكمل أدواته العلمية ويعود للوطن، فقد أغلقت في وجهه بوحشية استثنائية كل الأبواب التي هو من اعظم فرسانها، فأغلقت الجامعة في وجهه ومركز الأهرام الشهير وكل مراكز البحث والصحافة. وانخرط في نشاطه الأهلي النبيل مع أطفال المدابغ في عين الصيرة، وأخذ يجوب العالم وهو موضع ترحيب ليلقي محاضراته، وكتب عددا من الكتب القيمة

ولما وصل الانحطاط في مصر الى حد المناداة بلص الديون وابن اكبر لصوص التاريخ  جمال مبارك ليكون رئيسا، فقد صرخ احمد عبد الله في القاهرة صرخته الأخيرة: يكون ذلك على جثتي

كان أحمد معجونا من طهر مصر الأخرى، التي حلم بها، فبدا وكأنه من خارج الزمن والمكان 

ورأيت في عيون عديدين من شباب  وشابات ٢٠١١، وفي ملامحهم، وفي جموحهم الجميل، مايؤكد أن جينات أحمد حية، وأنها قد سحقت حلم الوريث وأبيه،  وستسحق الأحلام النذلة لعسكر مبارك والسياسة الأمريكية والصهيونية والسعودية

سيكون النصر لجينات أحمد المصري، الفقير، الشريف، العالم، الحالم، المجنون بالوطن
وعلى موضع أحمد من تراب مصر، نضع باحترام ألفا من ورود يناير


يونيو 02، 2011

محنة معتز

تعليق على مقال الدكتور معتز بعنوان ما اخشاه
http://bit.ly/lix4xl


معتز. انت تمر بتجربة كاشفة لمعدن الرجال وصدقهم، وستكون اول المكتشفين لحقيقة نفسك وصدقك، وهو ما ارجو ان يكون مما يسرك ويسرنا، وذلك يتوقف على ماسوف تفعل، لا على مافعلت حتى الآن

ارجو ان تتمكن من مواجهة نقدية مع الذات المفكرة والذات الوطنية والذات الفاعلة للمواطن المصري معتزبالله عبد الفتاح، فترى ماذا فعلت به منذ هبطت طائرتك في مطار القاهرة وحتى اليوم

سيكون رائعا اذا تمكنت من انقاذ نفسك قبل فوات الاوان، والانضمام الى حلم بلادك من جديد

ستدفع الثمن؟ كلنا يجب ان ندفع الثمن من اجل وطن حر حقا، يليق بنا ونليق به. مايجري هو عار تاريخي كامل، يجب ان نقاومه.

محلس الضباط يطالب بدستور يقنن لديكتاتورية عسكرية

  تعليق على أخر التصريحات الغريبة لممدوح شاهين
http://bit.ly/ld1piW


ممدوح شاهين يطلب تخصيص مادة في الدستور الجديد تسمح للجيش بالتدخل في الحياة السياسية حينما يريد بحجة ضمان وحماية الدستور والديمقراطية والدولة المدنية
وهذا لن يكون ابدا. فلاشأن للجيش بهذه المهمات
هذه مهمة الشعب وقواه السياسية الوطنية، ومهمة السلطات الشرعية المنتخبة طبقا للدستور
وفي كل الاحوال، يحرم على الجيش التدخل في السياسة
ويمكن فقط استدعاء الجيش من قبل السلطة الشرعية في حالتين، هما حفظ الامن في ظرف معين ولمدة محددة، وكذلك في عمليات الانقاذ ومواجهة الكوارث، وذلك طبقا لضوابط تحاسب عليها السلطة الشرعية امام البرلمان، وتحت رقابة الشعب
هذه طلبات مشبوهة ومريبة من رجال مبارك في القوات المسلحة. وهم يرتبون الاوضاع لمن يمكنهم من تمرير دستور فاسد، يعطي للعسكريين حقوقا وامتيازات ورخصا هي الديكتاتورية العسكرية بعينها
نحن سئمنا، وسئمت البلاد ظلكم على حياتنا
  • ارحلوا، من فضلكم
تعليق على مقال الاستاذة هويدا طه في الدستور في 2 يونيو 2011
http://bit.ly/mc4eEr



هويدا طه، قلم بالغ الاصالة في تيار الثقافة المصرية الجديد، ثقافة العقل والحرية. والاصالة هي في اكتشاف تلك الوحدة المبهرة، بين الواقع والفكرة، بين التجربة الشخصية والوعي، بين الخاص والعام

حين نفحص الواقع المصري من بعض جوانبه مع هويدا في مثل هذا المقال، نصبح
اكثر فهما لانفسنا وللحقيقة، نضع يدنا على الامراض والاسباب، والنتائج والعلاج. نصبح اكثر وعيا بالمشكلة، بينما نحافظ على كل ينابيع الانسانية والرحمة والسماحة والجمال فينا

هذه الطليعة التي بشرت، وتبشر، بأعز احلام الوطن، هي خير مافي الوطن اليوم، وهي من سيكتب له الانتصار من كل بد

فلنفهم مصر، كي نستطيع ان نكتب وان نتكلم عن مصر

يونيو 01، 2011

طبيعة دور طنطاوي وعنان

تعليق على مقال الاستاذ خالد ابو النجا
http://blog.nagatime.com/

مازلنا بحاجة الى معرفة وقائع محددة حول دور وطبيعة علاقة وزير الدفاع طنطاوي ورئيس الاركان عنان بحسني مبارك تاريخيا وبوجه خاص خلال الايام ال ١٨ التي هزت العالم

ربما لايكون هناك تكليف مكتوب من مبارك لطنطاوي وعنان، كما استنتج الأستاذ خالد أبو النجا في مقاله، ولكن من المؤكد وطبقا لما يمكن قراءته بقدر كبير من الدقة من الوقائع التي جرت منذ ٢٥ يناير، ان الرجلين طنطاوي وعنان هما من يمسك بالسلطة الفعلية حتى الآن في مصر، وانهما يتمتعان بالسيطرة على باقي ضباط المجلس العسكري الذي قدم نفسه ابتداء في صورة المنقذ للبلاد من الفوضى، بل والمتبني لمطالب الثورة المشروعة
 
  وهذان الرجلان يؤديان بالتحديد الدور غير المكتوب المطلوب منهما

هذا الدور هو ضمان ابقاء مصر في اطار السيطرة الامريكية، وهو مايعني المحافظة جوهريا علي السياسات التي اتبعها السادات ثم مبارك من بعده

وباقي الدور المرسوم للرجلين هو ان يقوما باعادة ترتيب الوضع الداخلي في مصر بما يضمن "استقرارا" يشبه ماشهدته مصر في عهدي السادات ومبارك، وبما لايسمح بتطورات داخلية قد تشكل تهديدا للسياسة والمصالح الامريكية

اي ان كل مايديرونه ويرتبونه هو تغيير في الشكل وليس الجوهر

:اما ثورة الشعب فتهدف الى  

احداث تغيير عميق في مصر، ينهي عبوديتها ويفك أسرها

ويبني علاقات متكافئة ومتوازنة مع الولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم،  تقوم على قاعدة المصالح الوطنية المصرية

كما يبني نظاما سياسيا ديمقراطيا حقا

ويسعى الى اطلاق مشروع شامل للنهضة في مصر يقوم على العلم والتكنولوجيا واحترام الانسان والعدالة الاجتماعية

:ومن اجل تحقيق هذه الاهداف فلابد من

اجراء عملية تطهير من الفساد والمفسدين والقتلة والمجرمين
ولابد من المحافظة على الروح وعلى العملية الثورية حية
ولابد من بعض الوقت لتنظيم قوى التغيير وبلورة فكرها ومشروعها الوطني

وما يقوم به طنطاوي وعنان واتباعهم هو بالتحديد معارضة هذه الاهداف الثلاثة

 فهم يعوقون بكل قوة عملية التطهير بمختلف الحجج والذرائع
وهم يعملون بكل وسيلة لاخماد الروح الثورية والعملية الثورية في مصر
وهم ثالثا وضعوا ونفذوا الخطط التي لاتسمح لقوى التغيير بالزمن الضروري لتنظيم صفوفها وتطوير افكارها ومشروعها للتغيير

باختصار هم يقومون فعليا بتصفية الثورة المصرية

 كل هذا الدور يسمح مباشرة للقوى المعادية للتغيير في مصر ان تدعم مواقعها، وعلى رأسها المرشح الرئاسي عمرو موسى، واتجاهات اسلام السياسة المتخلفة والمعادية للحضارة ولأي مشروع وطني لتغيير واقع البلاد، وأخيرا كافة القوى التى تربعت فوق المجتمع في كافة المجالات في عهدي السادات ومبارك، بما في ذلك قسم من ضباط الجيش، وحققت مكاسب ومصالح ونفوذا

والحال ان الاوضاع الراهنة في مصر تقتضي ابعاد طنطاوي وعنان وكافة عناصر ضباط الجيش التابعة لقيادتهما عن قيادة هذه المرحلة من تاريخ مصر

وربما يكون مفيدا مراجعة كتابات اخرى في الموضوع نفسه على الرابط