سبتمبر 04، 2011

مناقشات

حول الملف الصهيوني

Hani Shukrallah
اعادة التفاوض حول معاهدة السلام مع اسرائيل يجدد مشروعيتها، إذا أردتم تعديلا فليكن من جانب واحد، علي الأرض - ودون تفاوض - اسرائيل تفعل ذلك طوال الوقت، لماذا نحن مرتعدون أبدا؟

Sherif Younis
معاهدة السلام تم توقيعها بضمانة أمريكية ما زالت ممثلة فى محطات مراقبة الحدود. وتجاهل المعاهدة بالتالى يستدعى ضغوط دولية كبيرة. وعدم تعديل المعاهدة لا يقلل مشروعيتها، ومشروعيتها لا تزيد بتعديلها. والتغيير على الأرض يبرر لإسرائيل أيضا إجراء تغييرات على الأرض. ولا أظن أن تجربة العضلات العسكرية حاليا مفيدة للثورة أو للبلاد عموما، فى ضوء توازنات القوى
Amr El-Zant
الحرب ليها ديناميكا معينة كما نعلم من حالة ٦٧.. نعلم ان عبد الناصر ما كانش عايز حرب ولكن الاحداث سبقته. ما تقترحه يشبه سيناريو ٦٧.. نبعت الجيش سينا وتنسحب القوات الدولية.. مع الفرق ان هذه المرة تسليحنا امريكي.. تفكر هيدونا قطع غيار لو خرقنا التفاقية الموقعة في حديقةالبيت الابيض؟
 
Hani Shukrallah
الصديق العزيز شريف،
المشكلة تكمن في اعتقادي في إننا بتنا خبراء في تقدير قوة الخصوم وخائبين تماما في تقدير ما نمتلكه من مصادر قوة وأوراق ضغط. لا أدعو إلي فتح باب المواجهات المستعرة لا مع أمريكا ولا حتى مع إسرائيل، ولكن هل لديك أدني شك في أن مصر ما بعد الثورة، مصر ديمقراطية فعلا، تعكس سياساتها إلي هذا الحد أو ذاك إرادة شعبها، هل لديك شك في أن مصرا كهذه قادرة علي أن تجعل أمريكا وأوروبا وإسرائيل تعمل لها ألف حساب. لقد تعودنا حكام أذلاء وسياسات إقليمية وعالمية يحكمها الجبن والاستزلام ونفسية العبيد... خلال أكثر من 35 عاما لم نجرب ولو مرة واحدة أن نستخدم أو حتي أن نلوح بما نمتلكه من أوراق؟. هل فكرت فيما يمكن لمصر الثورة، لمصر ديمقراطية بالفعل أن تمتلكه من نفوذ وتأثير من شأنه أن يمتد لا في المحيط العربي فحسب، ولكن من المغرب حتي اندونيسيا. هل عندك شك في أن مصر كهذه يحسب لها ألف حساب.
 
Ahmad Sadek
حسن جدا أن "نكش" هاني شكر الله هذا الموضوع. أوجز رأيي كما يلي:
 1 معاهدة كامب دافيد شهدت على الجانب المصري المفاوض آخر بقايا مجلس يوليو العسكري ممثلا في أردأ عناصره وأكثرها جهلا وشططا وتفريطا في المصالح الوطنية وهما حثالة العسكر أنور السادات وحسن التهامي
 2 المعاهدة هي مجرد تفصيلة في مسار الصراع التاريخي الذي لم يحسم بين المصالح الوطنية المصرية وبين المشروع الصهيوني العسكري التوسعي العنصري على الحدود المصرية الشرقية
 3 ان الاقليم والتاريخ والجغرافيا والمجتمعات والمصالح، كلها تؤكد استحالة الوجود الطبيعي المشترك لمصر والمشروع الصهيوني معا
 4 انه لايجب النظر الى الأوضاع الحالية في الاقليم وفي العالم نظرة استاتيكية، فالأزمة الاقتصادية في الغرب بما فيه اسرائيل والتحولات الثورية الكاسحة وأزمة المشروع الصهيوني داخليا وعالميا، كلها لاتستبعد احتمال انفجار الحروب
 5 أن الصهاينة سيعملون على تفادي جر مصر الى نزاع مسلح مباشر معهم، على عكس سياستهم حتى حرب 73، حيث بادروا دائما بالعدوان المسلح على مصر
 6 الصهاينة يدركون ان استنفار مصر الى الحرب معهم من جديد سيكون أخطر قرار استراتيجي في تاريخهم بعد قرار اعلان الدولة الصهيونية
 7 ان المصريين يدركون ذلك، ولا يسعون من جانبهم الى تفجير صراع مسلح، وانما يسعون الى الحاق الهزيمة النهائية بالمشروع الصهيوني دونما لجوء الى السلاح مجددا
 8 الوطنية المصرية تدرك أن ذلك لايستبعد نهائيا خطر الحرب، لكنها لن تتردد أبدا في خوض الحرب ضد العدوان والاضرار بالمصالح الوطنية المصرية
 9 الحرب لن تكون وقتها حربا نظامية تقليدية، وستكون الجبهة المصرية هي الجبهة الشعبية الوطنية العربية الموحدة في جميع مناطق الاقليم
 10 ان مقاومة المشروع الصهيوني هي مقاومة يومية دؤوبة لاتستبعد مجالا ولا أسلوبا من أساليب المقاومة
 
Hani Shukrallah
 الصديق العزيز عمر، أشكرك علي ملاحظاتك القيمة ولكنني لا أدعو إلي اطلاق حمي حربية ولا التلويح بالحرب وبالتأكيد لا أدعو الي الدفع بالصواريخ الي سيناء - المسألة هي مجرد خلق وقائع جديدة علي الأرض بهدوء وروية وبحملات دعائية تعطي عشرات المبررات السلمية لما نتخذه من خطوات - أي بالضبط ما لبثت اسرائيل تفعله منذ توقيع كامب ديفيد وحتي يومنا هذا
 
Ahmad Sadek
عمرو الزنط يتوعد منطق المقاومة الذي يطرحه هاني شكر الله بمنع الامداد بقطع غيار السلاح لمصر كعقاب أمريكي على ماأسماه "خرق" المعاهدة التي بصم عليها السادات والتهامي في حديقة ربه الأمريكي.
 من الواضح آن تعليق الزنط القصير يحفل بكثرة مدهشة من المعلومات المغلوطة والمنطق المرتبك واختراع فرضيات للرد عليها.
 حرب ٦٧ كانت مصيدة للاقليم بكامله، ولم تكن تتوقف على ارادة عبد الناصر، الذي يتحمل رغم ذلك مسئولية الفشل العسكري المصري الرهيب، والفشل في تقدير الموقف الدولي واستراتيجية العدو، واعتماده أساليب مناورة غوغائية ودعائية تتناقض مع أي تقدير رشيد للوضع وقتها. حرب ٦٧ لم تتم دراستها بعد الدراسة العميقة الواجبة من الوطنية المصرية وهي تتقدم الى موضع القيادة في وطنها. وشكر الله لم يتحدث عن أي تحركات تشبه ماجرى في ١٩٦٧.
 فالوضع مختلف تماما، وشكر الله يفهمه جيدا كما هو واضح.
 فلا الصهاينة يريدون جر مصر الى الحرب، ولا المصريون يسعون الى تدشين نزاع مسلح جديد مع الصهاينة. لكن الصراع بيننا يظل قائما على قدم وساق. المزاولة اليومية لهذا الصراع هي المقاومة المصرية الوطنية الحازمة والنهائية للمشروع الصهيوني بكامله.
 كل ماطرحه شكر الله، هو تجاهل المعاهدة فيما يمس السيادة والمصالح الوطنية المصرية، والثقة والجرأة في اتخاذ القرارات الوطنية الواجبة والضرورية والمحسوبة جيدا. آن لصوت الوطنية المصرية المقاومة أن يعلو من جديد، والى الأبد.
 وهنا على العكس مما ذكره الزنط، فقد تدعو الوطنية المصرية مجلس الأمن الى نشر قوات دولية على طول الحدود مع الدولة الصهيونية. لمصر أن تدفع الى سيناء بالقوات والتسليح اللازم لحماية مصالحها الحيوية داخل حدودها. ولا يمكن لاسرائيل أن تكون طرفا في حرية الحركة المصرية على كامل التراب الوطني. هذا يفهمه الصهاينة جيدا اليوم، وبقي أن يفهمه بعض المصريين.
 أما موضوع قطع الغيار وقيام أمريكا بشل الجيش المصري، فهذا احتمال واقعي، سيكون على مصر أن تجد له حلولا وطنية ومبدعة.
 والعلاقة مع الولايات المتحدة ستخضع لتغيير حتمي، يقوم على احترام وحماية المصالح الوطنية المصرية، وعلى الندية في العلاقات وعلى الاحترام المتبادل. وبقدر ماتتغير مصر، بقدر ماسوف يتغير الموقف الامريكي. بقي أيضا أن يتغير بعض المصريين

Waheed Al-anany 
 مهما غيرت فى مصر يتبقى هناك تحالف استراتيجى بين امريكا واسرائيل صعب تغييره فى المظور وعليك التعامل معه كما هو
Amr El-Zant
استاذ صادق.. بلاش ٦٧. ادرس كيف انجرت اوروبا للحرب في ١٩١٤ ستجد ديناميكا مميزة.. وشكرا للصديق هاني ارجو ان تكون صائب في كلامك. ما اعرفه، واخشاه، هو ان هناك مشكلة حقيقيه مع "الصهاينة": فهم يبدون مرنون في البداية نتيجة الخوف من تكرار صورة التاريخ اليهودي المخيف لدي العقل الصهيوني لكنهم سرعان ما يردون الانتقام منه بعنف يدبو عبثيا لمن لم ينغرس في ادابيتهم وطريقة تفكيرهم. ههذا نتيجة غرس القومية بالتاريخ اليهودي كما هو متخيل من هذا المنطلق القومي.
 
Ahmad Sadek
الأستاذ وحيد العناني،
حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لم يكن هناك مشروع صهيوني، كانت هناك "المسألة اليهودية".
 وحتى عام 1948 لم تكن هناك دولة صهيونية، وبالتالي لم تكن هناك أية تحالفات استراتيجية بين أمريكا واسرائيل.
 معنى هذا أن ذلك كله ظواهر تاريخية، ينطبق عليها ماينطبق على الظواهر التاريخية كلها، أي أنها قابلة للتغيير، بتغير الظروف التي ولدتها.
 في هذا السياق، فلابد لمصر من المحافظة على علاقات طبيعية، بل وجيدة ما أمكن، مع الولايات المتحدة الأمريكية.
 في نفس الوقت فلابد من تنظيم وتوحيد الجاليات و القوى المصرية والعربية وكافة القوى والجاليات والمواطنين الأمريكيين المؤيدين للحقوق العربية في داخل الولايات المتحدة لتكوين جماعات ضغط هائلة ومؤثرة حقا، تشكل القطب المعادي للصهيونية داخل الاتحاد الأمريكي، وهو القطب الذي يدافع عن الحضارة الانسانية بأسرها ضد الهمجية الصهيونية التي تشكل خطرا على الحضارة وعلى النوع الانساني، وضد العسكرة المنفلتة وامتلاك الأسلحة النووية وشيوع الأصولية الدينية في دولة اسرائيل، وضد الاستيطان، وحروب الابادة والتدمير والحصار والتجويع والارهاب المنظم واحتلال أراضي الدول المستقلة.
 هناك عمل كبير ينتظرنا عبر المحيط الأطلسي، بما في ذلك سياسة التشجيع النشيط للمصريين والعرب على الهجرة الكثيفة الى الولايات المتحدة.
 وحين تصل بنا الحالة الثورية الراهنة في الاقليم كله الى بناء دول متحضرة حديثة وديمقراطية ومتقدمة في مجتمعات تصون الكرامة الانسانية وتحقق مكتسبات حقيقية للشعوب.
 حين يحدث ذلك ويكون على رأس مجتمعاتنا سلطات رشيدة ذكية منتخبة ومسئولة أمام الشعوب، فلنا أن نتصور أن التغيير سيصيب هذا الصنم المسمى علاقات التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل، وأن هذا الصنم سوف يسقط ويتحطم
 
Sherine El Sharkawy 
يا استاذ هاني. عاجبك نخسر حاجة already معانا. ممكن نحاول ناخذ حقوق زيادة لكن نبدأ من أول و جديد؟ رجاء التكرم بقراءة هذا المقالhttp://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=533016

أغسطس 21، 2011

مصر تقاوم العدو


تعليق على مقال الكاتبة نوارة نجم حول اغتيال الجنود المصريين على الحدود



بورك هذا الصوت، العابر للزمن، لأنه صوت الوطنية المصرية

نفس الصوت الآتي من جداريات طيبه، وأعالي البلاد، ومصر الحزينة، مجروحة الرجولة، تفيق لنفسها، تنهض لاسترداد كرامتها وأرضها وعرضها، وتطرد الهكسوس، وتحمي الحضارة 

الرجولة الجريحة هي انكسار وعار وشين يلحق الرجال والنساء. فتغدو النفس مريضة والعقل غارب والروح ثقيلة، والحياة عبء 

أفاقت مصر لنفسها، وبرأت من خصيها حين كانت تقاوم. حين تصبح وطنية

بالنسبة للمصريين، فالوطنية المصرية هي جوهر الأخلاق والقيم والسجايا واتزان العقل والوجود. تكون حياة مصر فرحا وهي تقاوم وتبني الحضارة

هذا المركب المصري الفريد من الوطنية البناءة للحضارة والفرح نلمحه في أوجه مع مصر التي تقاوم وتتوهج فيها الوطنية

هكذا اندفعت مصر الوطنية للمقاومة وبناء الحضارة والفرح وهي تقاوم الرومان ثم وهي تقاوم التتار والاوروبيين الصليبيين والعثمانيين الاتراك وفرنسا البونابرتية وبريطانيا الاستعمارية والصهاينة الغزاة الاستيطانيين البرابرة

لقد قاد الديكتاتور الوطني الفذ جمال عبد الناصر مصر للمقاومة ضد الانجليز وضد الصهاينة وضد الاستعمار الغربي. وفي زمنه القصير، عادت مصر المقاومة، الوطنية، الى مسار الحضارة الانسانية، على الرغم من طاعون الاستبداد السياسي والفكري والبوليسي الذي حكم ذلك العهد

أما أنور السادات فقد عمل على انهاء عصر مصر المقاومة وعلى تسميم الوطنية المصرية وقتل روحها، والنتيجة كانت ذلك الضياع والانحطاط الذي آلت اليه مصر. صارت مصر مريضة، مجروحة الرجولة، تفعل مايريده اعدى أعدائها، مختلطة العقل، وخارج مسار الحضارة، ويعيش شعبها أسود أزمانه

سمح ذلك لرجل رقيع جاهل مثل مبارك أن يدوس عليها بحذائه ثلاثين سنة. رجل لم يتورع ان يحشو جيوبه من خزينة الدولة المصرية، ولايتورع عن الانتقال الى مواقع التحالف مع أعداء بلاده

وحين أفاقت مصر أخيرا لنفسها في يناير ٢٠١١، فقد أخذ عقلها يتبين المسائل الأربع الكبرى التي يجب عليها أن تتعامل معها على الفور
تحطيم الدولة البوليسية وبناء جمهورية ديمقراطية حديثة؛  
تفكيك النظام الاجتماعي اللصوصي وبناء نظام اجتماعي أكثر عدالة؛  
العودة الى مسار الحضارة الانسانية وبناء نهضة مصر الحديثة؛  
       خطر العدو الصهيوني الاستيطاني، وخطورة الاتفاقات التي ابرمها معه
السادات ومبارك

    ثم جدت ثلاث مسائل أخرى أصغر على جدول أعمال العقل المصري الذي يفيق ويمكن أن نسميها

العبث واللغو الصادر من المجلس العسكري الذي نصب نفسه حاكما للبلاد؛  
اقحام الدين في أمور هي خارج الاطار الروحي للدين بطبيعتها؛  
وجود حالة اهتزاز في الأمن العام تتمثل في حالات انفلات للعنف وهجمات صغار اللصوص
 
وفي الواقع، فان مبدأ الوطنية المصرية، والمنطق الوطني للانسان المصري، هي وحدها التي يمكنها أن تحقق أكثر الاجابات صوابا على كل المسائل المطروحة

هكذا تحدثت نوارة نجم في مقالها الداعي الى تناول محدد لمسألة العدو الصهيوني في هذه اللحظة

انها تحيي روح المقاومة، وتطالب باجراءات بسيطة، جوهرية وممكنة

وقد لاحظت من رد أحد المعلقين المحترمين، انه يتصور أن على مصر أن تنتظر وتصبر على هذا الملف الصهيوني مزيدا من الزمن، وحتى تبني عناصر قوتها التي دمرتها عهود السادات ومبارك

وفي الواقع فان اجراء طرد السفير الصهيوني واغلاق سفارتهم، وانهاء مهمة سفير مبارك في تل ابيب واغلاق السفارة هناك كذلك، هي اجراءات ممكنة في اطار مستوى القوى المصري الراهن، وهي ليست اجراءات حماسية وشكلية، ولكنها اجراءات عاقلة ومدروسة وضرورية وممكنة، وبوسعها أن تضع اسسا جديدة لممارسة الصراع التاريخي مع العدو الأول لمصر

ان وجود سفارة للصهاينة في القاهرة كان منحة ضخمة لسفاكي الدماء هؤلاء، وكان اجراء يتسم بالتفريط في المصالح الوطنية، وبالسفه السياسي بلا حدود، وأعطى للعدو امتيازا بالغ الضخامة، ودون مقابل، من المفاوض المصري السفيه وقتها. السادات المخبول كان يروج لبلاهة غريبة ترى أن الصراع التاريخي الذي فرضه انشاء الدولة الصهيونية السفاحة، هو صراع نفسي، وأن عليه أن يسقط الحاجز النفسي، أمام سلام مستحيل. وأفرط هذا السياسي المخبول في المنح والهدايا والعطايا للعدو

وانني أدعو كل شبابنا الى اعادة قراءة التاريخ وقراءة وقائع ماجرى مع الصهاينة منذ حرب ١٩٧٣، ان اللحظة مواتية أمام الوطنية المصرية لتعيد الى الصراع حقائقه، ولتزيح عن الضمير المصري عبئا ثقيلا فرضته سفاهة المفاوض المصري وتخاذله

هذه مجرد خطوات محدودة وأولية تقوم بها الجمهورية الوطنية المصرية التي تولد في مصر اليوم

وانني أشارك نوارة نجم في تقديرها أن الصهاينة هم بعيدون عن الرغبة في شن حرب شاملة جديدة مع مصر. وربما أتصور بالاضافة الى هذا، أن هذا الصراع سوف يشهد نهايته ذات يوم، بانتصار مصر، وانتصار الحق الفلسطيني والعربي، دون أن يمر بمراحل من حروب شاملة مع مصر مرة أخرى
عاشت الوطنية المصرية
الوطنية هي الحل

20 August 2011 23:18

يونيو 23، 2011

حيرة الثورة المصرية



على هامش ١٢ مقطعا للفيديو ليوم ٢٥ يناير في مصر، من مجموعة الصحفية نوارة نجم
http://bit.ly/iT2fRl






رهيب هذا العرض لمقاطع الفيديو. انها ثورة حقيقية، فريدة من نوعها

وهي ثورة تثير الرعب والقشعريرة في أوصالهم، من البيت الابيض وحتى جنرالات مدينة نصر، وحكام الرياض، وحكام تل ابيب

جميع الشياطين فقدت قدرتها على النوم منذ ٢٥ يناير الرهيب. وهم يحاولون باستماتة اخماد هذه الثورة المصرية بالذات، لكنهم غير واثقين من بلوغ هدفهم على الاطلاق، فالشعب المصري قد علَم على مؤخراتهم علامة تبدو أبدية، مؤلمة جدا. أحدث فيهم الشعب المصري عاهة دائمة، ربما يذكرهم، بطريقة أخرى، بالعاهة التي أحدثها في طغاة العالم جميعا شعب فييتنام، في سياق آخر

الامريكيون وحلفاؤهم الكبار والصغار وباقي العالم والصهاينة، جميعهم، ينحشرون منذ سنوات في نفق مظلم لأزمة طاحنة تمسك برقبة نظامهم الاقتصادي الاجتماعي والسياسي والثقافي بكامله

كل ثوابتهم وجبروتهم وغرورهم وعجرفتهم وادعاءاتهم الزائفة، تتمرغ في الوحل منذ السقوط المدوي لحرب بوش على الارهاب، واتجاه النظام المالي للصوص الدوليين الى السقوط

والآن، يطرح كل النظام الغربي وفلسفته وافكاره وواقعه الاجتماعي والاقتصادي للنقاش من جديد، بعد أن روجوا لاطمئنانهم الهزلي بتنظيرات فوكوياما وغيره لنهاية التاريخ بعد سقوط سور برلين وانهيار المحاولة الاولى للبشرية لبناء نظام اجتماعي اكثر انسانية وعدلا


لقد انتهت مرحلة مابعد الحرب الباردة، وبروزالولايات المتحدة بوصفها شرير الشاشة العالمية بلا منازع، وانفتح الطريق أمام الأزمة والثورة على الصعيد العالمي، من جديد

نعم، العالم يدخل عصر الثورات الجماهيرية الكبرى مرة أخرى، كما كان الحال في القرن الثامن عشر والقرن العشرين. فالعالم قد دخل الى أزمة شاملة طاحنة، ولابد من تغيير العالم ليحقق أمنيات الانسانية، أمنيات البشر المحترمين، والكادحين المطحونين 
وهذه هي الثورة


أسمع زحف الملايين الثائرة الآتي في كل مكان، من طوكيو الى واشنطن، ومن بكين الى موسكو، ومن مدريد الى برلين، ومن الخرطوم الى بريتوريا، ومن مانيلا الى كاراكاس، ومن نيودلهي الى كانبيرا

هذا ليس ربيع العرب، لكنه ربيع العالم بأسره. فكل الشعوب حالا سوف تهتف حتى ترج المجرة: الشعب يريد اسقاط النظام! وكل الشعوب سوف ترفع شعار القاهرة الثائرة: عيش - حرية - عدالة اجتماعية

في العالم مايكفي من الخير، حتى لايكون هناك جائع، في أربعة أركان الأرض، والحرية والكرامة الانسانية ممكنة، بأفضل مما زيفها سادة العالم الفاسدون، وفي الكوكب عمل يكفي لكل البشر لقاء أجر كريم، وبيت ومستشفى ومدرسة وحديقة لكل البشر
حلم البشرية كلها واحد: تغيير العالم
وسوف يتغير العالم


تجىء الثورة المصرية ودلالاتها العابرة للحدود في وقت قاتل بالنسبة لهذا النظام العالمي الذي يتفكك وينهار ويدخل في الفوضى. الثورة المصرية مزعجة في موسكو، وحتى في بكين ونيودلهي، والاتحاد الاوروبي، ناهينا عن العاهات من الحكام السفلة في عواصم المنطقة العربية كلها. الاسبان واليونانيون والانجليز عبروا بوضوح عن الالهام الذي منحته اياهم ثورة المصريين


جزء من المشكلة التي تواجه الثورة المصرية هو حيرتها، وهي ترى أن المنجزات الكبيرة للبشرية تبدو عاجزة، وبعيدة عن أن تكون نموذجية وملهمة. فالديمقراطية والنظام الانتخابي، حسبما آل اليه الحال على يد العصابات المالية في الغرب،  يأتي بجورج بوش بدلا من المرة مرتين في البيت الأبيض، ويأتي ببرلسكوني عدة مرات، ويأتي بأمثال نيكولا ساركوزي في بلد كفرنسا


والنظام الاجتماعي يصبح أقل عدلا، وأكثر عداء لمصالح وحياة الغالبية الكبرى من سكان البلاد المتطورة والمتخلفة على حد سواء. يتدهور مستوى معيشة الملايين من الناس في العالم بسرعة، تحت وطأة النظام الذي يتحكم فيه اندماج عصابات المال والعسكر والاحتكارات الصناعية الكبرى، بما فيها احتكارات الطاقة والغذاء والميديا، علي قمة هذه المجتمعات، وقمة العالم


فالثورة المصرية ترى النموذج الديمقراطي الغربي الملهم، وقد أصابه العطب، وترى النظام الاجتماعي الغربي القائم على اقتصاد السوق والبورصة والمضاربة وشن الحروب الوحشية وقد أصبح أكثر عجزا وابتعادا عن أن يقدم للناس حياة كريمة انسانية


أي أن الثورة المصرية عليها أن تجتهد مع المجتهدين في العالم لتعالج فساد النظام الديمقراطي في السياسة، ولتنظم الامور بطريقة أخرى في الاقتصاد ليكون المجتمع أكثر عدالة وانسانية لكل الناس


هكذا يتحتم على المصريين أن يقوموا بالواجب الانساني النبيل بانجاز ثورة مركبة: في السياسة وفي الاقتصاد الاجتماعي وفي الافكار. وأظن أن مصر تعيش اختمارا تاريخيا لذلك كله


والجانب العسكري في الوظائف الاجتماعية سوف يناله تغيير شامل في هذا الاطار بدون ادنى شك، بطبيعة الحال


أتيح لي أن أشهد نقاشا أداره المبجل بلال فضل على قناة التحرير، مع مجموعة من الشباب، ولفت نظري أن أحدهم، واسمه على الأغلب وائل خليل، قد استخدم تعبيرا ملهما ينتمي الى موقف سيارات أحمد حلمي، فقد قال هذا الشاب، وهو يبتسم بهدوء ويقين: ان الشعب المصري قد ركب، وقضي الأمر، ولن تنزله أية قوة، مرة أخرى


وأشعر أن هذا الشاب قد أصاب كبد الحقيقة، وبما يفقع مرارة حكام مدينة نصر، الذين يلهون في الفاصل مابين شوطين. فنحن رأينا فحسب الفصل الأول من كتاب الثورة المصرية، ولن تستطيع قوة على الأرض أو السماء أن توقف هذه الملايين الباسلة عن كتابة باقي فصول الكتاب

وأن نشهد هذا في عمرنا، أو بعد أن نموت، شهداء أو موتة البعير، فذلك أمر أقل أهمية، أيتها المبجلة نوارة نجم

يونيو 19، 2011

في ذكرى محامي الشعب


تعليق على مقال الدكتور أحمد الخميسي في جريدة البديل
http://bit.ly/lMloxQ

لأسبوعين متتاليين يحدثنا الدكتور الخميسي بعذوبة عن قمر السبعينيات وعن سحابة العدل، فكأنما يدفعه الأديب فيه دفعا الى التحليق بنا نحو مدارج الأفلاك، ومنابع النور والبطولة في حياتنا المصرية

فحديثه الجميل الصافي عن الأحمدين، هو حديث عن نجمين مصريين
كان أحمد عبد الله، وأحمد نبيل الهلالي نجمين ولدا في هذه المجرة المصرية، وأشعا وومضا، ثم غربا في الأفق

الهلالي كان صعيديا صلبا كالجرانيت، رهيفا كصوفي، مهذبا كما لم يكن أحد، رقيقا وحميما وأستاذا ومناضلا وثائرا ومثقفا ومصريا تماما

في ٢٩ ديسمبر ١٩٧٢، أرسل أنور السادات مباحث أمن دولته لتقبض على الحركة الوطنية المصرية في مصر كلها، وحشروا كل المعتقلين في معتقل القلعة، وعند ضوء الفجر وجد طالب الطب حينذاك محمد الدردير أن من واجبه أن يكسر قيود الارهاب البوليسي، وأن يدشن حملة للتواصل مع المعتقلين الذين أودعوا في الزنازين الانفرادية الغليظة، فصاح من خلف قضبان الشباك الوحيد العالي في الزنزانة ، يعرف بنفسه، وبرقم زنزانته، ويناشد من يسمعونه أن يعرفوا بأنفسهم، وبرقم زنزانتهم، وأن يصروا أمام النيابة على تسجيل وقائع التعذيب، والاحتجاج على الاعتقال، ورفض التحقيق في غير وجود محام، ويبلغهم ببساطة أن يسجلوا جميعا في النيابة أن محاميهم هو الأستاذ أحمد نبيل الهلالي

وعبر هذا الاتصال الصوتي، حيث استعاد الصوت حريته، والانسان حبيس،  ورغم أنوف الحراس والجلادين، أخذ سكان الزنازين يعرفون أنفسهم، والدرديري يعيد مايصله من معلومات بصوته المبحوح القوي

كان معظم المعتقلين في هذه اللحظة من طلاب الجامعات، من الاسكندرية وحتى أسوان، كما كان هناك جمع هائل من الوطنيين، من المحامين والصحفيين والكتاب والشعراء والمعلمين وأساتذة الجامعات والمهنيين والعمال والفلاحين والعاطلين  
وكوكبة من نساء مصر وبناتها بل وأطفالها  

ووصل الدرديري الى الزنزانة رقم ٤٢، وجاءه، وجاءنا جميعا صوت مهذب رخيم يقول: أنا أحمد نبيل الهلالي المحامي

وكرر بعده الدرديري بشكل آلي: زنزانة ٤٢، الطالب أحمد نبيل الهلالي المحامي! وكانت عاصفة من الضحكات. الهلالي بيننا، وتدفقت على الفور أمواج المشاعر والأفكار والتحليلات

وفي ظلام زنزانة أخرى كان الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي أجاب على الفور، مندهشا ومنبئا: قوقة المجنون ابو برقوقة، راسه ناشفه، وفيها مناطق موبوءة. ياقوقة يامجنووووون

هكذا بدا السادات للشاعر وللجميع، في ذلك الصباح ،حاكما مجنونا مخرفا، عبثا يضع مصر كلها في المعتقل

كانت هجمة اعتقالات السادات في شتاء ١٩٧٢ - ١٩٧٣، فرصة للشباب حينذاك أن يلتقوا بالأسطورة الثورية، وبالنموذج الانساني الفذ  الذى كانه الأستاذ أحمد نبيل الهلالي

وحكى لنا الأستاذ حياته مع مصر ومع الثورة ومع الكادحين

الأستاذ يحكي بروعة، بهدوء، وبصدق

صدق الهلالي ونظافته تزرع المكان حدائق  اينما حل

حكى تفاصيل قضية الشيوعيين التي اتهم فيها في ١٩٥٩، والتي دفع بها عبد الناصر لمحكمة عسكرية فاسدة ظالمة، وماكان بعدها من هذا الفاصل الدامي المظلم في تاريخ مصر، حين تعرض المعتقلون والمحكومون الى تعذيب وحشي في سجون عبد الناصر، حيث صمد الهلالي ورفاقه صمودهم البطولي أمام جلاديهم الفجرة في سجن أوردي أبو زعبل، وغيره من السجون

التعذيب الذي أدخلته الدولة البوليسية الناصرية الى مصر لم يكن له شبيه في التاريخ المصري الحديث، منذ عرفنا وحشية جيش الحملة الفرنسية مع المصريين، وجريمتهم مع سليمان الحلبي الذي اغتال كليبر قائد جيوشهم في مصر بعد نابليون

كان التعذيب يستهدف تحطيم ارادة السجين وكرامته وشخصيته، تحطيمه تماما، ودفعه الى التخلي عن معتقداته، والتعاون الرخيص مع جهاز أمن الدولة، والتحول الى عميل من عملائهم ضد رفاقه وضد شعبه 

الهلالي يحكي هذه الكوابيس بهدوء، بابتسامة دائمة على وجهه، ويمر على ملامحه النبيلة الم سريع وهو يتذكر شهداءه، يتوقف لثوان، يغيب في احترامه لذكراهم، ويواصل، ليركز على الحلم الكبير بوطن حر عادل مزدهر، خيره لكل المصريين. وليركز على أن المناضلين من أجل الشعب ومن أجل الحرية قضيتهم عادلة ومنتصره، وأن جلاديهم أصحاب قضية خاسرة وظالمة

ويقدم الهلالي تلك الخبرات العظيمة لوسائل صمود المناضلين ضد التعذيب والقهر، حتى تنتصر ارادتهم على ارادة جلاديهم. الأستاذ مدرسة حية في خبرات النضال داخل السجون

كان الأستاذ كذلك مناضلا نقابيا بارزا، وعضوا منتخبا دائما في مجلس نقابة المحامين المصريين

وجمعته قصة حب أسطوري رائعة مع رفيقة كفاحه وعمره السيدة فاطمة زكي، فكان عاشقا رقيقا يعرف قدر المرأة في الحياة، وفي اتحادها الاختياري الحر المتحضر مع الرجل

الهلالي جمع في شخصه أسمى مافي روح جميع العقائد، فهو آمن بصدق وعمق طول حياته أن الشيوعية هي رسالة حضارة لانقاذ الانسانية، وكنت ترى فيه ملامح المهاتما غاندي وصفاته، وتحسه صوفيا مسلما بلغ اعلى مراتب العشق الالهي، ومسيحا متجسدا يفدي وينقذ ويبشر، وراهبا بوذيا ورعا حكيما يسعى في طرقات مصر ومحاكمها وسجونها.

وله تفاؤل أبدي ويقين لايهتز في مستقبل مضيء للانسانية ولبلاده

وقال كلمته الف مرة قبل أن يغادر دنيانا ضد مبارك وعصره وضد توريث الحكم، وطلب من حشد اجتمع لتكريمه مرة أن يكرموا أحمد عرابي بدلا منه، قائلا أن عرابي هو أول مصري في العصر الحديث يعلن أن المصريين لايورثون بعد اليوم.

حين قابلته أول مرة كان قد تجاوز الأربعين، وكنت في العشرين، وعلى الرغم من ذلك، شعرت أنه ولدي، وأدركت أن ذلك الشعور هو استجابتي لطوفان البراءة الذي امتلكه الهلالي طول حياته

كان قدرنا أن نعيش في بلادنا عصورا ملعونة مظلمة ظالمة، لكن وجود أحمد نبيل الهلالي يفسر سر جمال الحياة، رغم كل ذلك

شكرا أحمد الخميسي أن منحتنا سعادة ذكرى الهلالي 

يونيو 09، 2011

ألف من ورود يناير على قبر أحمد


تعليق على مقال احمد الخميسي في البديل في ذكرى الوطني المصري أحمد عبداللهhttp://bit.ly/lsNjkA

أحمد؟ قتله اليأس. بعد أن صلى أربعين سنة لثورة لاتأتي، بل توغل في الابتعاد، وشعب حطمته الطواحين المتوحشة، حتى بدا عاجزا عن الثورة

وحين أوى الى تراب بلاده ليستريح، فقد ماتت معه قطع من قلوبنا

لمحته لآخر مرة في مصر، كان يسير وحيدا حزينا منهدما، ومتأملا، قبل عشر سنوات من النهاية، التي بدت عليه واضحة من بعيد

وتحشرجت في صدري قصة جيلنا الذي توهج يوما، وامتلأ بالأمل في انقاذ مصر بعد نكبة ١٩٦٧، واندفع بلا حساب ليقاوم سلب مصر شرفها وعافيتها وأخلاقها ووطنيتها على أيدي نظام السادات الذي ركع تماما أمام قوى الشر في عالمنا

وانتصرت في الصراع منظومة الجبناء عديمي الشرف، ولوثوا الأرض والشعب والتاريخ، وجروها جميعا الى ظلام قذر فريد

ما جرى لمصر، أفظع من خيال الشيطان

وأحمد، كان زعيما موازيا لمغني الوطنية مصطفى كامل. أحدهما سطع في الظلام المصري لأول القرن، والثاني في الظلام الأشد لنهايات القرن المصري العشرين. وكلاهما صرعهما عصران من الظلام والانحطاط أمسكا برقبة مصر

وكتابة الخميسي وجليلة ومصطفى نور الدين عكست بصدق بالغ تجربة كل منهم مع هذا الجهاز الانساني العجيب الذي كانه أحمد عبدالله. كان مجنونا رائعا، تبرره ضرورات الجنون في هذا الوطن، وعاقلا مفكرا رائعا بنفس القدر، وشريفا يصارع الأنذال والتجار والبائعين لكل شيء، لكل شيء

ولم يعاقب أحد من جيل السبعينيات في مصر بقدر ماعوقب أحمد من عهدي السادات ومبارك

وحين غسل الصحون في انجلترا ليكتب أطروحة الدكتوراه البديعة عن الحركة الطلابية ، ويستكمل أدواته العلمية ويعود للوطن، فقد أغلقت في وجهه بوحشية استثنائية كل الأبواب التي هو من اعظم فرسانها، فأغلقت الجامعة في وجهه ومركز الأهرام الشهير وكل مراكز البحث والصحافة. وانخرط في نشاطه الأهلي النبيل مع أطفال المدابغ في عين الصيرة، وأخذ يجوب العالم وهو موضع ترحيب ليلقي محاضراته، وكتب عددا من الكتب القيمة

ولما وصل الانحطاط في مصر الى حد المناداة بلص الديون وابن اكبر لصوص التاريخ  جمال مبارك ليكون رئيسا، فقد صرخ احمد عبد الله في القاهرة صرخته الأخيرة: يكون ذلك على جثتي

كان أحمد معجونا من طهر مصر الأخرى، التي حلم بها، فبدا وكأنه من خارج الزمن والمكان 

ورأيت في عيون عديدين من شباب  وشابات ٢٠١١، وفي ملامحهم، وفي جموحهم الجميل، مايؤكد أن جينات أحمد حية، وأنها قد سحقت حلم الوريث وأبيه،  وستسحق الأحلام النذلة لعسكر مبارك والسياسة الأمريكية والصهيونية والسعودية

سيكون النصر لجينات أحمد المصري، الفقير، الشريف، العالم، الحالم، المجنون بالوطن
وعلى موضع أحمد من تراب مصر، نضع باحترام ألفا من ورود يناير


يونيو 02، 2011

محنة معتز

تعليق على مقال الدكتور معتز بعنوان ما اخشاه
http://bit.ly/lix4xl


معتز. انت تمر بتجربة كاشفة لمعدن الرجال وصدقهم، وستكون اول المكتشفين لحقيقة نفسك وصدقك، وهو ما ارجو ان يكون مما يسرك ويسرنا، وذلك يتوقف على ماسوف تفعل، لا على مافعلت حتى الآن

ارجو ان تتمكن من مواجهة نقدية مع الذات المفكرة والذات الوطنية والذات الفاعلة للمواطن المصري معتزبالله عبد الفتاح، فترى ماذا فعلت به منذ هبطت طائرتك في مطار القاهرة وحتى اليوم

سيكون رائعا اذا تمكنت من انقاذ نفسك قبل فوات الاوان، والانضمام الى حلم بلادك من جديد

ستدفع الثمن؟ كلنا يجب ان ندفع الثمن من اجل وطن حر حقا، يليق بنا ونليق به. مايجري هو عار تاريخي كامل، يجب ان نقاومه.

محلس الضباط يطالب بدستور يقنن لديكتاتورية عسكرية

  تعليق على أخر التصريحات الغريبة لممدوح شاهين
http://bit.ly/ld1piW


ممدوح شاهين يطلب تخصيص مادة في الدستور الجديد تسمح للجيش بالتدخل في الحياة السياسية حينما يريد بحجة ضمان وحماية الدستور والديمقراطية والدولة المدنية
وهذا لن يكون ابدا. فلاشأن للجيش بهذه المهمات
هذه مهمة الشعب وقواه السياسية الوطنية، ومهمة السلطات الشرعية المنتخبة طبقا للدستور
وفي كل الاحوال، يحرم على الجيش التدخل في السياسة
ويمكن فقط استدعاء الجيش من قبل السلطة الشرعية في حالتين، هما حفظ الامن في ظرف معين ولمدة محددة، وكذلك في عمليات الانقاذ ومواجهة الكوارث، وذلك طبقا لضوابط تحاسب عليها السلطة الشرعية امام البرلمان، وتحت رقابة الشعب
هذه طلبات مشبوهة ومريبة من رجال مبارك في القوات المسلحة. وهم يرتبون الاوضاع لمن يمكنهم من تمرير دستور فاسد، يعطي للعسكريين حقوقا وامتيازات ورخصا هي الديكتاتورية العسكرية بعينها
نحن سئمنا، وسئمت البلاد ظلكم على حياتنا
  • ارحلوا، من فضلكم
تعليق على مقال الاستاذة هويدا طه في الدستور في 2 يونيو 2011
http://bit.ly/mc4eEr



هويدا طه، قلم بالغ الاصالة في تيار الثقافة المصرية الجديد، ثقافة العقل والحرية. والاصالة هي في اكتشاف تلك الوحدة المبهرة، بين الواقع والفكرة، بين التجربة الشخصية والوعي، بين الخاص والعام

حين نفحص الواقع المصري من بعض جوانبه مع هويدا في مثل هذا المقال، نصبح
اكثر فهما لانفسنا وللحقيقة، نضع يدنا على الامراض والاسباب، والنتائج والعلاج. نصبح اكثر وعيا بالمشكلة، بينما نحافظ على كل ينابيع الانسانية والرحمة والسماحة والجمال فينا

هذه الطليعة التي بشرت، وتبشر، بأعز احلام الوطن، هي خير مافي الوطن اليوم، وهي من سيكتب له الانتصار من كل بد

فلنفهم مصر، كي نستطيع ان نكتب وان نتكلم عن مصر

يونيو 01، 2011

طبيعة دور طنطاوي وعنان

تعليق على مقال الاستاذ خالد ابو النجا
http://blog.nagatime.com/

مازلنا بحاجة الى معرفة وقائع محددة حول دور وطبيعة علاقة وزير الدفاع طنطاوي ورئيس الاركان عنان بحسني مبارك تاريخيا وبوجه خاص خلال الايام ال ١٨ التي هزت العالم

ربما لايكون هناك تكليف مكتوب من مبارك لطنطاوي وعنان، كما استنتج الأستاذ خالد أبو النجا في مقاله، ولكن من المؤكد وطبقا لما يمكن قراءته بقدر كبير من الدقة من الوقائع التي جرت منذ ٢٥ يناير، ان الرجلين طنطاوي وعنان هما من يمسك بالسلطة الفعلية حتى الآن في مصر، وانهما يتمتعان بالسيطرة على باقي ضباط المجلس العسكري الذي قدم نفسه ابتداء في صورة المنقذ للبلاد من الفوضى، بل والمتبني لمطالب الثورة المشروعة
 
  وهذان الرجلان يؤديان بالتحديد الدور غير المكتوب المطلوب منهما

هذا الدور هو ضمان ابقاء مصر في اطار السيطرة الامريكية، وهو مايعني المحافظة جوهريا علي السياسات التي اتبعها السادات ثم مبارك من بعده

وباقي الدور المرسوم للرجلين هو ان يقوما باعادة ترتيب الوضع الداخلي في مصر بما يضمن "استقرارا" يشبه ماشهدته مصر في عهدي السادات ومبارك، وبما لايسمح بتطورات داخلية قد تشكل تهديدا للسياسة والمصالح الامريكية

اي ان كل مايديرونه ويرتبونه هو تغيير في الشكل وليس الجوهر

:اما ثورة الشعب فتهدف الى  

احداث تغيير عميق في مصر، ينهي عبوديتها ويفك أسرها

ويبني علاقات متكافئة ومتوازنة مع الولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم،  تقوم على قاعدة المصالح الوطنية المصرية

كما يبني نظاما سياسيا ديمقراطيا حقا

ويسعى الى اطلاق مشروع شامل للنهضة في مصر يقوم على العلم والتكنولوجيا واحترام الانسان والعدالة الاجتماعية

:ومن اجل تحقيق هذه الاهداف فلابد من

اجراء عملية تطهير من الفساد والمفسدين والقتلة والمجرمين
ولابد من المحافظة على الروح وعلى العملية الثورية حية
ولابد من بعض الوقت لتنظيم قوى التغيير وبلورة فكرها ومشروعها الوطني

وما يقوم به طنطاوي وعنان واتباعهم هو بالتحديد معارضة هذه الاهداف الثلاثة

 فهم يعوقون بكل قوة عملية التطهير بمختلف الحجج والذرائع
وهم يعملون بكل وسيلة لاخماد الروح الثورية والعملية الثورية في مصر
وهم ثالثا وضعوا ونفذوا الخطط التي لاتسمح لقوى التغيير بالزمن الضروري لتنظيم صفوفها وتطوير افكارها ومشروعها للتغيير

باختصار هم يقومون فعليا بتصفية الثورة المصرية

 كل هذا الدور يسمح مباشرة للقوى المعادية للتغيير في مصر ان تدعم مواقعها، وعلى رأسها المرشح الرئاسي عمرو موسى، واتجاهات اسلام السياسة المتخلفة والمعادية للحضارة ولأي مشروع وطني لتغيير واقع البلاد، وأخيرا كافة القوى التى تربعت فوق المجتمع في كافة المجالات في عهدي السادات ومبارك، بما في ذلك قسم من ضباط الجيش، وحققت مكاسب ومصالح ونفوذا

والحال ان الاوضاع الراهنة في مصر تقتضي ابعاد طنطاوي وعنان وكافة عناصر ضباط الجيش التابعة لقيادتهما عن قيادة هذه المرحلة من تاريخ مصر

وربما يكون مفيدا مراجعة كتابات اخرى في الموضوع نفسه على الرابط