مايو 14، 2011

فلسطين


فلسطين
تعليق على مقال وائل قنديل في الشروق 14 مايو 2011
 لابد من العودة للحقائق الأساسية للمسألة:
1 - فبالنسبة الى الشعب المصري فان أرض فلسطين هي أرض تحت الاحتلال
2 ـ والشعب الفلسطيني المقهورهو شعب تحت الاحتلال، ويعاني الاحتلال منذ عدوان الصهاينة الأول و حتى عام 1967
3 ـ وبالنسبة الى الشعب المصري كما هو الأمر بالنسبة الى المواثيق الدولية وشريعة العدالة والحرية وكذلك بالنسبة الى كل أحرار العالم، فان للشعب الفلسطيني المحتل مطلق الحق في مقاومة الاحتلال لأرضه وشعبه، وبكافة الوسائل
 4 ـ وبالنسبة الى الشعب المصري وكل أحرار العالم فان واجبهم هو دعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ، والامتناع عن كل ما من شأنه اضعاف هذه المقاومة
 5 ـ وبالنسبة الى الشعب المصري كما هو بالنسبة الى شعوب العالم وقواه الحرة، فان الوقوف في وجه همجية الاحتلال الصهيوني وفي وجه النظام الصهيوني، هو واجب مقدس للدفاع عن مصالحنا وعن أمننا القومي، وللدفاع معا عن السلم في العالم، وللدفاع عن الحضارة ومبادىء العدل
والحق الثابت للمصريين في حرية الحركة والتظاهر داخل حدود بلادهم هو أمر بديهي، ولا يمكن أن يقيد بأي شكل، أو يكون موضع جدل.
ونزاع مصر مع المشروع الصهيوني، وفي قلبه العسكرية الصهيونية الوقحة والاستعمارية، هو صراع لم تحسمه اتفاقية أنور السادات مع بيجين، اذ أنها كانت مجرد تعبير عن التصورات الخرافية والمخرفة للسادات شخصيا يدعمه أشخاص مثل بطرس غالي، بأن الولايات المتحدة هي مالك الدنيا وسيد أقدارنا نحن المصريين. وهذه خطيئة سياسية واستراتيجية وأخلاقية كاملة حكمت كل سياسة جمهورية الفساد التي أرسى السادات قواعدها، وسلمها لمبارك من بعده.
هذه اتفاقية تليق بالسادات، ولاتليق بمصر.
ولايعني هذا أن تدق مصر طبول الحرب، أو أن يدق لها أحد طبول الحرب.
بل يعني أن مصلحة مصر الاستراتيجية في اسكات قدرة العسكرية الصهيونية على العدوان هو أمر يتعين فهمه على أنه صراع تاريخي، تحسمه القدرة الشاملة لكل من مصر وعصابة تل أبيب.
 وعناصر القدرة الشاملة هي ببساطة عناصر وجودنا الوطني بالكامل، والقدرة الخلاقة على جعلها تنبض بالحياة والفاعلية.
ومن أهم عناصر القدرة الشاملة:
بناء القاعدة العلمية المصرية، وفي القلب منها استيعاب وتطوير التكنولوجيا الحديثة المتطورة.
وبناء الاقتصاد الوطني، وفي القلب منه الصناعة المتطورة، والاكتفاء الغذائي.
وبناء الدولة الوطنية الحديثة، وفي القلب منها الدستور، و الحكومة البرلمانية، وسيادة القانون، وحماية الحريات، وكرامة المصري.
 وبناء الانسان، وفي القلب منه العدل الاجتماعي، وصيانة حقوق المصريين جميعا، في المساواة وفي التعليم والرعاية الصحية والعمل والسكن والترفيه.
وبناء خريطة الوطن، وفي القلب منها بناء خريطة جديدة لمصر سكانيا وعمرانيا واقتصاديا واستراتيجيا.
وبناء الثقافة الوطنية، وفي القلب منها ثقافة العقل والحرية والعدالة، وما ينسجم معها من قيم الأديان.
بناء أرقى قوات مسلحة وطنية حديثة ضاربة، وفي القلب منها ولاء الجيش المطلق لواجباته الدستورية، وتطوير وتعميق العقيدة القتالية الوطنية، وتمصير السلاح، وتحقيق اكتفاء ذاتي تسليحيا وفق برامج زمنية، وتطوير حلول خلاقة للمشكلات الاستراتيجية والتكتيكية التي يواجهها الجيش الوطني المصري في اطار مهامه وعقيدته القتالية، واعداد تقارير تتضمن تحليلا نقديا شاملا عميقا لأهداف القتال ولقيادة المعارك ونتائجها، في معارك وحروب مصر في 1948، و 1956، وحرب اليمن، و 1967، و 1973، وحفر الباطن، وعملية طائرة قبرص، وعملية طائرة اوليمبيك، وعمليات الجبهة الغربية بأمر السادات في مساعد وطبرق، وظروف تحريك الجيش على الجبهة الداخلية في 1977 و 1986 و 2011، وتنشر هذه التقارير للأمة كوثائق     
بناء السياسة الخارجية الوطنية، وفي القلب منها، جذب أوسع تأييد دولي للسياسة المصرية، بما في ذلك العمل على كسب تأييد الولايات المتحدة وأوروبا، وخلق مراكز ضغط نشيطة في هذه البلاد، لدعم تصفية الأسلحة النووية في منطقتنا وفي العالم، والحفاظ على السلم الدولي، وعلاقات التعاون المبنية على العدل والمساواة، وتحقيق الخير للشعوب، وجذب الاستثمارات المفيدة، والتكنولوجيا المتطورة، والتعاون العلمي والتعليمي، ودعم حقوق شعب فلسطين، وتحقيق أوثق تعاون وارتباط مع الشعوب العربية والأفريقية وشعوب أمريكا اللاتينية وآسيا، وفضح الطبيعة الهمجية الاجرامية المعادية للحضارة، والطبيعة العسكرية والعنصرية لبؤرة العدوان والتوسع الصهيونية على أرض فلسطين، وتوطيد علاقات نوعية مع الخرطوم، وكل عواصم وادي النيل، وطرابلس المنتصرة، وأنقرة، وطهران
يمكن أن تكون سانت كاترين عاصمة لتظاهرات المصريين في سيناء. فنحن نحتاج أن نشق طريقا أمام تقاليد جديدة لجمهوريتنا التي تولد. وفي مناسبات التضامن مع كفاح شعب فلسطين يمكن أن تتجه الجماهير الى سانت كاترين لتوجه رسالتها للدنيا من هناك. ويجب دوما أن تكون رسالتنا ذكية وواعية ومحددة.
وليست كذلك أبدا تلك الرسائل الغريبة التي سادت صلاة الفجر في ميدان التحرير في 13 مايو.
فقد بدا لي ذلك الرجل الذي وقف اماما للمصلين – ولا أدري من سمح له بهذا الشرف العظيم –  كبهلوان موتور مفزوع، ذي خطاب مهلهل، بشع الصوت، يستمطر اللعنات على اليهود، وينادي الله أن يعاقبهم بأنواع خاصة من العقاب، ويتوعدهم توعدا دارجا يليق بالمشايخ الذين يقرأون على القبور في القرى النائية " خيبر خيبر يايهود / جيش محمد سوف يعود "   فهل يود أن يرد عليه مثيله في تل أبيب بأنه يمثل " جيش موسى "، ذلك الذي يحتل أرض فلسطين وسوريا ولبنان لعشرات السنين؟ رجل الكهف هذا لايفهم شيئا، فلا هؤلاء يهود خيبر، ولا هو نفسه يمثل جيش النبي الكريم. هذا رجل أصابته سكتة دماغية، فاذا أفاق، فهو لايستوعب الزمن وما فيه، ويظل هائما في ملكوت الماضي. فهل هو صراع بين جيش محمد وجيش موسى؟ وأين ياترى يقف جيش عيسى في الصراع؟
كذلك اختزل الرجل الكهفي الصراع كله في المسجد الأقصى، وتحرير المسجد الأقصى، فلو انسحب الصهاينة من حول المسجد، وسلموه لهذا الكهفي شخصيا، فهل ينتهي الصراع بالنسبة لرجل الكهف واخوانه؟
فهم هؤلاء الناس الكهفيين للصراع مع المشروع والوجود الصهيوني، لايرقى أبدا للمستوى الذي يتطلبه الانتصار في هذا الصراع التاريخي. انسوا أنهم يهود، من فضلكم. تذكروا بجدية أنهم صهاينة، هم مستوطنون عنصريون مجرمون جاءوا من الغرب وبمساعدة بريطانيا الاستعمارية، واعتمدوا الجريمة والسلاح والدم والنار ليطردوا شعب فلسطين من بلاده، واختلقوا مجتمعا عنصريا، يتمحور حول آلة عسكرية عدوانية، تطورت وتوحشت و توسعت وشكلت تهديدا تاريخيا للشعب المصري وللشعوب في سوريا ولبنان والأردن والعراق.
والجيش المصري والجيوش العربية التي هزمت في حروب 1948 لم تكن جيوش محمد. و الجيش المصري الذي هزم في حرب 1967 لم يكن جيش محمد.  والجيش المصري الذي اقتحم القناة في 1973 لم يكن كذلك جيش محمد. بل كان بالتحديد، جيش مصر، جيش الشعب المصري الذي ذهب ليطرد الغزاة الذين احتلوا أرض مصر.
نحن نحاربهم لأنهم مستوطنون غزاة، وليس لكونهم يهودا. فاذا قالوا عن أنفسهم أنهم يهود، وأن دولتهم دولة يهودية، نرد بأننا نقاومكم ونحاربكم لأنكم غزاة مستوطنون بالعنف المتوحش لأرض ليست لكم، هذا شأننا، أما أنكم يهود، فهذا شأنكم، وأنتم، مع هذا، لستم جيش موسى.   
رجل الكهف، ضئيل،  لايفهم كثيرا، وليس له أن يدعي أنه يمثل جيش محمد، الذي يتوعد به جيش موسى. فلنهبط الى أرض الواقع. والقوى الوطنية، والسياسة الرسمية المصرية حين تكون حسنة، فانها تتحدث في هذه المرحلة للصراع عن دولة فلسطينية عاصمتها القدس. ومن هنا يعود لنا المسجد الأقصى.
لهذا، وغيره، فان من ينتزع الميكروفونات في ميدان التحرير، يجب ألا ينتزعها ثانية، ويجب أن يكون مؤهلا. فالمصريون حين يحتشدون من أجل فلسطين، فهم يذكرون أنفسهم ويذكرون العالم بالخطر الصهيوني، ويسعون الى تضامن دولي لتصفية السلاح النووي في يد عصابة تل أبيب، وتفكيك المستوطنات الصهيونية، واعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولعودة اللاجئين، وتأييد المقاومة للاحتلال، وكسر الحصار من الجانب المصري بصفة نهائية ودائمة، واعادة النظر في اتفاقيات مبارك وحسين سالم لمنح الغاز للصهاينة، واعلان لجنة تحقيق مصرية على أعلى مستوى لتقدم تقريرا عن دور مبارك وعمر سليمان وأحمد أبو الغيط والسلطات المصرية، وبعض الشركات المصرية، أثناء العدوان التدميري على قطاع غزة، وتنظيم القوافل المصرية بالمعونات لشعب غزة، والتضامن وتقديم كافة التسهيلات لأحرار العالم الذين يأتون في قوافل لدعم شعب غزة، والاعتذار رسميا من الخارجية المصرية للسيد جورج جالاوي، ذلك البريطاني النبيل،  والنصير الصلب لشعب فلسطين والشعوب العربية، وتأييد موقف الحكومة التركية ضد الجريمة الصهيونية في العدوان على الباخرة التركية الدولية المتجهة بالمعونات الى شعب غزة
فلتكن سانت كاترين موعدا ومكانا لحشود المصريين لكي يوصلوا للدنيا صوت مصر النبيل، الذي لن يخفت مرة ثانية أبدا.
النصر لفلسطين وسوريا ولبنان والأردن ومصر، والهزيمة والعار للمشروع الصهيوني، ولآلة الحرب والدمار الصهيونية.   

هناك تعليق واحد:

  1. فلسطين مش ح تتحرر بالطوب و لا بالمظاهرات و لا حرق علم او طرد سفير

    احنا محتاجين ننكب على انفسنا و نقوى الاول عشان نقدر نساعدهم

    ردحذف