يونيو 01، 2011

طبيعة دور طنطاوي وعنان

تعليق على مقال الاستاذ خالد ابو النجا
http://blog.nagatime.com/

مازلنا بحاجة الى معرفة وقائع محددة حول دور وطبيعة علاقة وزير الدفاع طنطاوي ورئيس الاركان عنان بحسني مبارك تاريخيا وبوجه خاص خلال الايام ال ١٨ التي هزت العالم

ربما لايكون هناك تكليف مكتوب من مبارك لطنطاوي وعنان، كما استنتج الأستاذ خالد أبو النجا في مقاله، ولكن من المؤكد وطبقا لما يمكن قراءته بقدر كبير من الدقة من الوقائع التي جرت منذ ٢٥ يناير، ان الرجلين طنطاوي وعنان هما من يمسك بالسلطة الفعلية حتى الآن في مصر، وانهما يتمتعان بالسيطرة على باقي ضباط المجلس العسكري الذي قدم نفسه ابتداء في صورة المنقذ للبلاد من الفوضى، بل والمتبني لمطالب الثورة المشروعة
 
  وهذان الرجلان يؤديان بالتحديد الدور غير المكتوب المطلوب منهما

هذا الدور هو ضمان ابقاء مصر في اطار السيطرة الامريكية، وهو مايعني المحافظة جوهريا علي السياسات التي اتبعها السادات ثم مبارك من بعده

وباقي الدور المرسوم للرجلين هو ان يقوما باعادة ترتيب الوضع الداخلي في مصر بما يضمن "استقرارا" يشبه ماشهدته مصر في عهدي السادات ومبارك، وبما لايسمح بتطورات داخلية قد تشكل تهديدا للسياسة والمصالح الامريكية

اي ان كل مايديرونه ويرتبونه هو تغيير في الشكل وليس الجوهر

:اما ثورة الشعب فتهدف الى  

احداث تغيير عميق في مصر، ينهي عبوديتها ويفك أسرها

ويبني علاقات متكافئة ومتوازنة مع الولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم،  تقوم على قاعدة المصالح الوطنية المصرية

كما يبني نظاما سياسيا ديمقراطيا حقا

ويسعى الى اطلاق مشروع شامل للنهضة في مصر يقوم على العلم والتكنولوجيا واحترام الانسان والعدالة الاجتماعية

:ومن اجل تحقيق هذه الاهداف فلابد من

اجراء عملية تطهير من الفساد والمفسدين والقتلة والمجرمين
ولابد من المحافظة على الروح وعلى العملية الثورية حية
ولابد من بعض الوقت لتنظيم قوى التغيير وبلورة فكرها ومشروعها الوطني

وما يقوم به طنطاوي وعنان واتباعهم هو بالتحديد معارضة هذه الاهداف الثلاثة

 فهم يعوقون بكل قوة عملية التطهير بمختلف الحجج والذرائع
وهم يعملون بكل وسيلة لاخماد الروح الثورية والعملية الثورية في مصر
وهم ثالثا وضعوا ونفذوا الخطط التي لاتسمح لقوى التغيير بالزمن الضروري لتنظيم صفوفها وتطوير افكارها ومشروعها للتغيير

باختصار هم يقومون فعليا بتصفية الثورة المصرية

 كل هذا الدور يسمح مباشرة للقوى المعادية للتغيير في مصر ان تدعم مواقعها، وعلى رأسها المرشح الرئاسي عمرو موسى، واتجاهات اسلام السياسة المتخلفة والمعادية للحضارة ولأي مشروع وطني لتغيير واقع البلاد، وأخيرا كافة القوى التى تربعت فوق المجتمع في كافة المجالات في عهدي السادات ومبارك، بما في ذلك قسم من ضباط الجيش، وحققت مكاسب ومصالح ونفوذا

والحال ان الاوضاع الراهنة في مصر تقتضي ابعاد طنطاوي وعنان وكافة عناصر ضباط الجيش التابعة لقيادتهما عن قيادة هذه المرحلة من تاريخ مصر

وربما يكون مفيدا مراجعة كتابات اخرى في الموضوع نفسه على الرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق