الشعار الأول للثورة مازال كما هو لم يتغير: الشعب يريد اسقاط النظام!
الثورة يجب أن تتقدم الى الأمام وأن تسقط في كل يوم، بل في كل ساعة، جزءا من جسم النظام العفن.
حكومة مبارك المسماة حكومة شفيق يجب أن تسقط بكاملها على الفور. يذهب مليون ثائر الى مقر مجلس الوزراء أثناء اجتماعه، يحاصرونه، يخرجون من المبنى رئبس الوزراء والوزراء بطريقة سلمية لطيفة، وفي الشارع أمام المبنى يبلغونهم بأدب جم: من فضلكم اذهبوا الى بيوتكم، ولا تعودوا هنا مرة أخرى، لقد حدثت في مصر ثورة، والثورة والبلد ليستا في حاجة الى خدمات حكومة مبارك، البلد في حاجة الى حكومة من نوع آخر. ومن كان منكم ذا خطايا، فليذهب أولا الى مكتب عبد المجيد محمود. سقطت الحكومة! سقط هذا الجزء من النظام!
أمن دولة مبارك، يجب أن يمحى من الوجود فورا. مليون ثائر آخر، يذهبون الى مقرات امن الدولة. يحاصرونها. يأمرون المجرمين جميعا بالخروج منها، ونبلغهم أنهم مفصولون من خدمتهم الحقيرة، ونأمرهم بالذهاب الى بيوتهم، وألا يعودوا الى هذا المكان أبدا. فقد تم اغلاق هذه المباني، والغاء هذه المهنة البشعة الى الأبد.
عمر سليمان. مليون ثائر يذهبون الى مقر المخابرات العامة. يحاصرونه. يطلبون من عمر سليمان أن يخرج من المبنى، ونبلغه أنه فصل من منصب مدير المخابرات، وأن عليه الذهاب الى بيته. نثبت رسالة على باب المبنى تقول: الى من يهمه الأمر! الشعب يريد مديرا وطنيا ذا كفاءة حقيقية لجهاز المخابرات. الشعب أخلى هذه الوظيفة ويريد أن يعرف على الفور اسم المدير الجديد الذي سيتعاون مع لجنة التحقيق في أوضاع هذا الجهاز منذ سقط صلاح نصر. نريد بداية جديدة نظيفة لكل شىء على أرض الوطن!
ماسبيرو. مليون مصري ثائر يذهبون الى المبنى. يحاصرونه. يطلبون من كل أفراد الذراع الاعلامي لمباحث أمن ادولة، كل بلطجية وحثالة الاعلام في الاذاعة والتليفزيون أن يخرجوا من المبنى خروجا آمنا، ونبلغهم أنهم قد فصلوا بارادة الشعب، وعليهم الرحيل وألا يعودوا هنا أبدا. المهمة لم تنته بعد: لابد أن نظل هناك لبضع ساعات لنحرس أهل المبنى الحقيقيين وهم يقومون بانتخاب ادارة جديدة. نريد اعلاما حرا وطنيا عالي الكفاءة يليق بقدر مصر وقدر ثورنها.
دور الصحافة ودور النشر ووكالة الأنباء ومصلحة الاستعلامات المملوكة للدولة. حصار شعبي. نطرد عملاء أمن الدولة من العقارب والجرذان وفلول الانتهازية و بلطجية الأقلام. نحرس اجراء انتخابات مباشرة لادارات جديدة يقوم بها أهل البيت من الوطنيين الأحرار.
دستور مبارك الذي استدعى فيه هو ووريثه خدمات أحط قوادي القوانين والدساتير ليكون على تلك الحالة المأساوية، هو دستور لا يصلح للحياة على الاطلاق. عبث ومضيعة للوقت أن يتم تعديل بعض المواد. مصر تريد دستورا يمنع ظهور فرعون آخر الى آخر الزمان. هذا الدستور الذي تريده مصر يقوم على أساس آخر هو الجمهورية البرلمانية وأما رئيس الدولة فيصبح منصبا شرفيا بروتوكوليا. خطة مبارك التي كان يناور بها والتي شملت تعديل هذه المواد هي خطة فاسدة، وما كان للجيش المصري أن يعتمدها. المناقشات الجادة الخصبة التي تجري في مصر الثورية الجميلة اليوم تبلور أفكارا قيمة كل ساعة. لايجب أبدا أن نتجادل في سفاسف الأمور، ولا أن نلتزم بمناورات مبارك الغبية والوقحة التي كان يساوم فيها على بقائه وانقاذ مشروع الوريث المشئوم، ومقايضة ثلاثين سنة بستة أشهر. عمر سليمان كان يقول أن الوقت لايسمح بأكثر من هذا، ولابد أن نفبرك كل شيء في مدة الأشهر الستة الباقية من آخر الرئاسات المزورة لزعيمه. ها قد ذهب زعيمه الى المنفى ورحل. اذن فلنؤد المهمة التاريخية من أجل مصر على أكمل وجه. ولنمنح هذه المهمة الزمن اللازم
لتتم على الوجه الاكمل. الجيش لايريد السلطة، ويريد أن ينتهي من الوضع الذي دفعته الأقدار اليه. الجيش يريد أن يذهب الى مهامه الطبيعية بعد ستة أشهر. الجيش في الواقع يمكنه أن يعود الى أوضاعه الطبيعية الآن. خلال بضعة أيام فحسب. وتدور في مصر أروع عمليات التحول الى وطن حر وديمقراطي تحت ادارة مدنية مؤقتة وفي حراسة جيشنا الوطني. اذا تصورنا وتصور الجيش المصري معنا هذا المسار الممكن للتحول وللمرحلة الانتقالية:
1ـ يقرر الجيش تسليم السلطة الى مجلس رئاسة مدني يكون قائد الجيش أحد أعضائه، ويتولى هذا المجلس ادارة المرحلة الانتقالية.
2ـ يقوم مجلس الرئاسة بتعيين حكومة من الفنيين لتصريف أمور البلاد خلال المرحلة الانتقالية. هذه الحكومة هي التي ستتعامل مع كل الاوضاع الراهنة بما فيها المطالب المشروعة لملايين الناس من ضحايا نظام مبارك. هذه ليست مهمة الجيش. الناس يضربون وهذا حقهم المشروع في كل الدنيا. انهم يضربون لأن لهم مطالب ملحة طالبوا بها طول عمرهم، وذهبوا واعتصموا أمام مجلس فتحي سرور لمدة شهور، وخلعوا ملابسهم في الشارع، وقرعوا على الأواني، وربطوا أنفسهم وأبناءهم بالسلاسل في الأسوار والأشجار، وحرقوا أنفسهم، وألقوا بأنفسهم في البحر، وصرخوا وسمعتهم السماء، فقامت الثورة، ووقتها لم يسمعهم مبارك ولا نظيف ولا شفيق ولا عمر سليمان ولا الوريث المشئوم. هل نسى الجيش ذلك؟ الرحمة بشعبنا الذى أذله نظام مبارك وأفقره وأجاعه وجعل منه أكثر المعذبين في الأرض. الرحمة أيها السادة، ولنخاطب الشعب باحترام وصدق، و لنفهم أوجاعه و آلامه. الشعب ليس عبيدا. الشعب سيد. اتركوا لنا أمر شعبنا وحياته، فالتركة مرعبة والمهمة شديدة الوطأة وتحتاج تناولا انسانيا حكيما عاقلا عادلا عالما فعالا ووطنيا.
مجلس رئاسة وحكومة مؤقتة: يتم ذلك على أساس اعلان دستوري وعدد من القوانين والقرارات الضرورية التي يصدرها المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل أن يسلم مهمته ويسحب المدرعات من المدن.
أهم القرارات والقوانين هي انهاء حالة الطوارىء، اطلاق حرية تكوين الأحزاب، وحرية اصدار الصحف، وأن يكون لمجلس الرئاسة والحكومة المؤقتة مهمة ازالة النظام القديم، وادارة شئون البلاد، وترتيب وضع الدستور الجديد واستفتاء الشعب عليه وتنظيم اجراء أول انتخابات حرة ، وتسليم السلطة لأول حكومة شرعية منتخبة.
.ان فعل الجيش ذلك فسوف يكتب لنفسه شرفا ومجدا في العالمين اذ يفتح الطريق امام مصر الحديثة الحرة لتتحدث عن نفسها من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق